سماهر سيف اليزل

حذّرت طبيبة امتياز د. نور التحو، من تزايد معدلات السمنة بين الأطفال، مؤكدة أن هذه الظاهرة أصبحت من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، لما تحمله من تبعات صحية ونفسية خطيرة تمتد حتى مرحلة البلوغ.

وقالت د. نور التحو إن «المشكلة تبدأ غالباً بعادات غذائية غير صحية تتكوّن منذ الصغر، حيث يعتمد الكثير من الأطفال على الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية والعصائر المعلبة الغنية بالسكر، مقابل قلة تناول الخضروات والفواكه الطازجة». وأضافت أن «قلة الحركة بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشات تسهم في تراكم الدهون تدريجياً، لعدم قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية الزائدة». وأشارت إلى أن السمنة لا تقتصر آثارها على الشكل الخارجي فقط، بل تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مقاومة الإنسولين، واضطرابات الكبد وآلام المفاصل، فضلاً عن تأثيرها النفسي على الطفل وثقته بنفسه، ما قد يسبب العزلة أو الاكتئاب.

وشدّدت د. نور التحو على «الدور المحوري للأسرة في الوقاية من السمنة»، داعية إلى تشجيع الأطفال على تناول الطعام الصحي المطهو في المنزل وتقليل الوجبات السريعة والمشروبات السكرية. كما أوصت بجدولة أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية واستبدالها بأنشطة بدنية ممتعة مثل ركوب الدراجة أو المشي العائلي.

وأكدت أن الوقاية من السمنة تبدأ بخطوات بسيطة لكنها ثابتة، لافتة إلى أهمية دور المجتمع والجهات الصحية في إطلاق حملات توعوية تُشجع على النشاط البدني والتغذية السليمة، وتوفير استشارات تغذوية للأهالي تساعدهم على وضع خطة غذائية مناسبة لأطفالهم.ونوهت إلى أن بناء بيئة صحية للطفل اليوم يعني مستقبلاً خالياً من الأمراض المزمنة غداً، وقالت إن صحة أبنائنا هي استثمارنا الأهم، ومسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع.

شاركها.