يُعدّ السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، حتى بات يلامس حياة الملايين من الأسر في كل مجتمع. لكنّ خلف هذا الوصف الطبي الكبير، تختبئ قصص إنسانية مؤثرة، لأشخاص قرّروا أن يجعلوا من المرض نقطة تحوّل، لا نهاية أمل.
السكري ليس عقوبة، بل نداء صادق من الجسد يطلب التوازن. رسالة هادئة تقول: «تمهّل قليلاً، واعتنِ بي كما أعتني بك». هو لحظة وعي تذكّرنا بأهمية ما نأكل، وبقيمة الحركة، وبأنّ صحتنا ليست أمراً مفروغاً منه.
مع قرب إحياء اليوم العالمي للسكري، لا نحتفي بالأرقام أو الإحصاءات، بل نحتفي بالإرادة، وبالقدرة على التعايش الإيجابي.
فالمصاب بالسكري لا يحتاج إلى الشفقة، بل إلى الدعم، والفهم، والمساندة النفسية. يحتاج إلى من يقول له: «أنت أقوى من المرض، ما دمت تؤمن بقدرتك على إدارة حياتك».
إنّ التعايش الإيجابي مع السكري يبدأ من القبول، ثم الوعي، فـالاختيار. القبول بأنّ المرض جزء من رحلة الحياة، والوعي بأنّنا نملك القرار في أسلوبنا الغذائي والحركي، والاختيار بين الاستسلام أو المضي بثقة نحو نمط حياةٍ صحيٍّ ومتوازن.
ولا يمكن أن نغفل عن دور الأسرة والمجتمع في هذه الرحلة. فالكلمة الطيبة، والنظرة المشجّعة، والدعم العاطفي، قادرة على أن ترفع الروح وتمنحها طاقة من الأمل. إنّ التعامل مع السكري ليس شأناً فردياً فقط، بل مسؤولية جماعية تشترك فيها العائلة، والمدرسة، ومكان العمل، والمؤسسات الصحية.
فلنحوّل الخوف إلى وعي، والقلق إلى طمأنينة، والمرض إلى فرصةٍ لمراجعة الذات.
ولنجعل من هذا اليوم تذكيرًا بأنّ أجمل ما نملكه هو العافية، وأنّ الاهتمام بصحتنا اليوم هو هدية نمنحها لأنفسنا ولمن نحبّ.
* ممرضة ومدرّبة في الإيجابية والصحة النفسية عضو جمعية أصدقاء الصحة
