توصلت دراسة حديثة إلى أن فتح جميع الشرايين المسدودة باستخدام الدعامات لدى مرضى النوبة القلبية يقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، ويطيل العمر مقارنة بفتح الشريان المسبب للنوبة فقط.
وأفادت الدراسة التي نشرتها دورية Lancet، وأجراها باحثون في معهد أبحاث صحة السكان التابع لجامعة ماكنستر ومستشفيات هاملتون في كندا، بأن إعادة التروية الكاملة، أي فتح الشريان المسبب وأي شرايين جانبية مسدودة، تخفض معدلات النوبات القلبية المستقبلية، وتقلل الوفيات من أي سبب.
حلل الباحثون بيانات أكثر من 8 آلاف مريض شاركوا في 6 تجارب دولية متعددة المراكز، بمتوسط عمر 65.8 عاماً، وشملت 2122 امرأة و6714 رجلاً.
وأظهرت متابعة الحالات على مدى 3 سنوات أن المرضى الذين خضعوا لإعادة التروية الكاملة كانوا أقل عرضة للوفاة القلبية أو الإصابة بنوبة قلبية جديدة مقارنة بالمرضى الذين جرى علاجهم بفتح الشريان المسبب فقط.
وسجلت النتائج أن معدل الوفاة أو النوبة القلبية الجديدة بلغ 9.0% لدى المرضى الذين تلقوا إعادة التروية الكاملة، مقابل 11.5% في مجموعة الشريان المسبب فقط، أي انخفاض نسبي بنسبة 24%، وبلغت وفيات القلب 3.6% مقابل 4.6%، فيما وصلت الوفيات لأي سبب إلى 7.2% مقابل 8.1%، ما يعكس تحسناً واضحاً في النتائج السريرية، كما لوحظ انخفاض في معدل النوبات القلبية الجديدة، بينما بقيت معدلات الوفيات غير القلبية مستقرة.
أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، شامير ميهتا، أن التجارب السابقة أشارت إلى أن إعادة التروية الكاملة تقلل من الأحداث القلبية غير المميتة، لكن كان هناك شك بشأن تأثيرها على الوفيات القلبية.
وأضاف أن دمج بيانات التجارب الكبرى وفر فرصة لدراسة أثرها على معدل الوفاة بوضوح، مؤكداً أن النتائج تثبت أن إعادة التروية الكاملة لا تمنع فقط النوبات المستقبلية، بل تطيل الحياة.
أشارت الدراسة إلى أن تطبيق إعادة التروية الكاملة باستخدام الدعامات يجب أن يعتبر أحد الإجراءات القليلة التي تنقذ حياة المرضى بعد النوبات القلبية، لافتة إلى أن هذه الاستراتيجية تعد خطوة مهمة في تعزيز العلاج الوقائي وتحسين النتائج القلبية على المدى الطويل.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج لها آثار واسعة على الممارسة السريرية، إذ ينبغي أن ينظر إلى فتح جميع الشرايين المسدودة ليس كخيار إضافي، بل كإجراء ضروري لإنقاذ حياة المرضى وتقليل الأحداث القلبية المستقبلية.
وحثت الدراسة الأطباء على النظر في إعادة التروية الكاملة لكل مريض يعاني من نوبة قلبية، مع التأكيد على تقييم جميع الشرايين المسدودة وتخطيط العلاج بعناية، لضمان تحقيق أقصى استفادة من التدخلات التداخلية وتقديم أفضل رعاية ممكنة.
وأوضح الباحثون أن النتائج تمثل تقدماً كبيراً في علاج النوبات القلبية، وتغير بشكل جذري نهج التعامل مع المرضى الذين يعانون من انسداد متعدد للشرايين التاجية، مشيرين إلى أن هذه النتائج لا تعني تجاهل علاج الشريان المسبب فقط، بل تعني أن فتح كل الشرايين المسدودة عند الحاجة يضيف قيمة كبيرة من حيث تقليل الوفيات، منع النوبات المستقبلية، وتحسين جودة حياة المرضى.
واعتبرت الدراسة أن هذه النتائج الدولية الكبرى تعزز الأدلة على أن استراتيجيات التدخل الشامل تفيد جميع الفئات العمرية ومستويات خطورة النوبات القلبية، مشيرة إلى أن الفهم الأفضل لإعادة التروية الكاملة يتيح للمتخصصين في أمراض القلب اتخاذ قرارات علاجية مستندة إلى بيانات قوية وموثوقة.
