اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، الديمقراطيين، خلال توقيعه على مشروع قانون لتمويل الحكومة وإنهاء أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة، بـ”محاولة ابتزاز” دافع الضرائب الأميركي لدفع مئات المليارات لـ”المهاجرين غير الشرعيين”، وسط استمرار الخلاف بشأن إعانات الرعاية الصحية، التي لا تشملها حزمة التمويل، مضيفاً أن الجمهوريين يوجهون رسالة اليوم وهي أنهم “لن يخضعوا للابتزاز”.
وواصل ترمب إلقاء اللوم على الديمقراطيين في الإغلاق، وقال إن الجمهوريين لم يريدوا إغلاق الحكومة، ودعا الناخبين الأميركيين إلى “تذكر ما فعلوه ببلادنا حين تحل انتخابات التجديد النصفي” في 2026.
وفي تصريحات مطوّلة قبل أن يوقع باسمه على مشرع القانون وخلفه عدد كبير من المشرعين الجمهوريين ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، قال ترمب: “يشرفني الآن أن أوقع على هذا المشروع المذهل. الآن ستعود الحكومة إلى عملها المعتاد”.
وقال ترمب إن الحكومة يجب ألا تُغلق مرة أخرى، مضيفاً: “هذه ليست طريقة لإدارة بلد”، وقوبل توقيعه بالتصفيق.
وتنص الحزمة على تمويل الحكومة حتى 30 يناير، إضافة إلى إدراج حزمة من ثلاثة قوانين تمويل سنوية كاملة، بينها تمويل برامج المساعدات الغذائية لـ42 مليون أميركي، ما يعني أنه إذا نفد التمويل في 30 يناير، ودخلت البلاد في إغلاق جديد، فإن مساعدات “قسائم الطعام” لن تتأثر.
“كارثة قصيرة الأمد”
وقال ترمب وهو يوقع الحزمة: “بلدنا في أحسن حال، مررنا بكارثة قصيرة الأمد، لأن الديمقراطيين ظنوا أنها ستكون جيدة لهم”.
وأضاف: “حاولوا ابتزاز دافعي الضرائب لتغطية الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين، والناس الذين جاؤوا إلى بلادنا بشكل غير شرعي، من عصابات وسجون ومصحات نفسية”.
وتابع: “أرادوا منحهم 1.5 تريليون دولار، وهو ما كان ليضر بنظام الرعاية الصحية لدينا”، وقال: “اليوم نرسل رسالة واضحة بأننا لن نخضع للابتزاز، لأن هذا هو ما كان الأمر عليه، الديمقراطيون حاولوا ابتزاز بلدنا”.
وزاد: “أوقع اليوم مشروع قانون طالبنا الديمقراطيين بأن يرسلوه إلينا منذ أيام عديدة. الجمهوريون لم يريدوا إغلاق الحكومة، وصوتوا 15 مرة لصالح مشروع قانون تمويل لاستمرار تمويل الحكومة”.
واتهم ترمب من وصفهم بـ”المتطرفين في الحزب الآخر”، بالتسبب في أطول إغلاق حكومي في التاريخ الأميركي، و”فعلوها لأسباب سياسية خالصة”.
ووجه ترمب الشكر لقادة الحزب الجمهوري ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، وزعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثون، والديمقراطيين الـ8 الذين صوتوا لصالح المشروع في مجلس الشيوخ.
وكرر ترمب دعوته لإلغاء آلية التعطيل في مجلس الشيوخ “لكي لا يحدث هذا أبداً”.
وآلية التعطيل تستلزم 60 صوتاً لتمرير مشروعات القوانين الهامة، وهي عتبة لا يرجح أن يحصل عليها أي حزب بمفرده في المجلس المكون من 100 مقعد. واستبعد الجمهوريون تنفيذ طلب ترمب، والتخلص من الآلية.
وقال ترمب: لدينا تاريخ جديد قريب، ولا يجب أن يحدث هذا مجدداً”، في إشارة إلى موعد انتهاء حزمة التمويل المؤقتة في 30 يناير.
وأضاف: ألغوا آلية التعطيل، لأن الديمقراطيين سيفعلوها”.
أوباما كير “كارثة وفضيحة”
ويعارض الديمقراطيون حزمة التمويل، لأنها لا تضمن تحقيق مطلبهم الأساسي الذي حصل الإغلاق بسببه، وهو تضمين بند يمدد إعانات الرعاية الصحية لملايين الأميركيين، والتي ستنتهي في 31 ديسمبر.
وقال ترمب في هذا الشأن: “أدعو لدفع الأموال ليس إلى شركات التأمين، ولكن إلى الأميركيين مباشرة لشراء حزم التأمين الصحية التي يريدونها وهو ما سيكون أرخص”.
ووصف قانون الرعاية الصحية “أوباما كير”، بأنه كارثة وفضيحة. وقال: “أنا عازم على العمل مع أي شخص، بشأن الرعاية الصحية، ونحن عازمون على دفع الأموال للناس مباشرة، وسننسى جنون أوباما كير هذا”.
وبدأ ملايين الأميركيين بالفعل في تلقي إشعارات بزيادة أقساطهم التأمينية بمبالغ كبيرة تضاعف الأقساط مرة أو اثنتين على الأقل، وسط تصاعد أزمة كلفة المعيشة، ووعد الجمهوريون في مجلس الشيوخ بعقد تصويت في ديسمبر على تمديد الإعانات، ولكن لا توجد ضمانة لتمريرها، كما أن مجلس النواب لم يلتزم بعقد أي تصويت.
وفي مؤشر سيء في هذا الاتجاه، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عقب التصويت، إن إعانات الرعاية الصحية التي يريد الديمقراطيون تمديدها “تسرق دافعي الضرائب”، كما رفض القول ما إذا كان سيعقد تصويتاً على الإعانات أم لا.
