أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس، أن استغلال الأصول الروسية المجمدة هو الخيار الأكثر فاعلية لتمويل احتياجات أوكرانيا المالية.

وأضافت في خطاب ألقته في البرلمان الأوروبي أن الخيارات هي أن يستخدم الاتحاد الأوروبي الفائض في ميزانيته لتوفير تمويل أو أن يتم الاتفاق بين الدول الأعضاء على جمع رأس المال بأنفسهم.

وتابعت أن “الخيار الثالث هو الحصول على قرض تعويضات على أساس الأصول الروسية المجمدة. سنمنح أوكرانيا قرضًا، على أن تسدده عندما تدفع روسيا تعويضات، هذه هي الطريقة الأكثر فاعلية للحفاظ على دفاع أوكرانيا واقتصادها”.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الخميس، أن المفوضية ستحول 6 مليارات يورو إلى كييف من عائدات الأصول الروسية المجمدة.

وقالت فون دير لاين: “سنخصص اليوم نحو 6 مليارات يورو من قرض آلية الدعم الاقتصادي (ERA) والصندوق الأوكراني الخاص”.

وكان الاتحاد الأوروبي قد التزم سابقا بتقديم ما مجموعه حوالي 18 مليار يورو لأوكرانيا حتى نهاية العام الجاري، في شكل قروض تسدد من عائدات الأصول الروسية المجمدة، ضمن إطار قرض الـ45 مليار يورو الذي اتفقت عليه مجموعة السبع.

والجمعة الماضية، قال مصدر أمريكي مطلع لـ«رويترز»، إن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل استخدام الاتحاد الأوروبي الأصول الروسية المجمدة كوسيلة دعم لأوكرانيا وإنهاء الحرب الدائرة بينهما.

وقال المصدر الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف هويته، إن واشنطن «تدعم (الاتحاد الأوروبي) تمامًا والخطوات التي يتخذها الآن ليصبح في وضع يُمكّنه من استخدام تلك الأصول كوسيلة (لدعم أوكرانيا)».

وصرّح أندريوس كوبيليوس، المفوض الأوروبي للدفاع: “أنه لا يزال يأمل أن تتفق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا، بدلًا من تحميل دافعي الضرائب الأوروبيين المسؤولية”. 

وفي خضمّ هذه الجدل حول الأصول الروسية المجمدة، أكد أندريوس كوبيليوس، المفوض الأوروبي للدفاع: “إن العقلانية يجب أن تسود”، حاثًّا الدول الأعضاء المترددة على وضع مخاوفها جانبًا ومصادرة الأموال الروسية لسدّ عجز خزائن أوكرانيا، محذرا من أن عدم القيام بذلك سيُحمّل دافعي الضرائب الأوروبيين العبء ويُضعف أمن القارة.

والشهر الماضي اتفق قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل، على العمل من أجل تلبية “الاحتياجات المالية الملحّة” لأوكرانيا خلال العامين المقبلين.

لكن نص الاتفاق بين قادة الاتحاد لم يتضمن صراحةً الموافقة على خطة لاستخدام الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لمنح كييف “قرضًا تعويضيًا” بقيمة 140 مليار يورو (163 مليار دولار)، وذلك بعد مخاوف قانونية أثارتها بلجيكا.

ونقلت وكالة رويترز عن نص القرار، الذي توافقت عليه جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء المجر، أن الاتحاد يلتزم بتلبية الاحتياجات المالية لكييف خلال السنتين المقبلتين، بما في ذلك احتياجاتها في جهودها العسكرية والدفاعية على إثر حربها المستمرة مع روسيا.

وكلّف نص القرار المفوضية الأوروبية بتقديم خيارات للدعم المالي لأوكرانيا “في أقرب وقت ممكن”.

كما شدد على ضرورة أن تبقى الأصول الروسية مجمدة، حتى “توقف روسيا حربها العدوانية ضد أوكرانيا وتعوضها عن الأضرار التي تسببت بها الحرب”، حسب ما جاء في النص.

وكان الاتحاد الأوروبي قد جمّد نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وتحتفظ مؤسسة الإيداع الدولية ( Euroclear)، ومقرها بلجيكا، بالغالبية العظمى من هذه الأصول المجمدة.

وتخشى بلجيكا من أن تتعرض لدعاوى قانونية مكلِفة من قبل روسيا في حال أقدم الاتحاد الأوروبي على استخدام هذه الأصول.

وتقول وسائل إعلام روسية، أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، جمدت دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع نحو نصف احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية، أي ما يقارب 300 مليار يورو. وتتركز أكثر من 200 مليار يورو من هذه الأصول في الاتحاد الأوروبي، وخصوصا في حسابات شركة “يوروكلير” البلجيكية، وهي واحدة من أكبر أنظمة التسويات والتصفيات المالية في العالم.

شاركها.