قالت مصادر عسكرية لـ”الشرق” الخميس، إن الجيش السوداني تصدى خلال الساعات الماضية، لهجمات شنّتها قوات الدعم السريع على قيادة الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش في منطقة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وأوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة بمحيط المدينة، في ظل تبادل مكثف للقصف المدفعي بين الجانبين، الجيش والدعم السريع.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت سابق الخميس، تصديه لهجوم بمسيرات أطلقتها قوات الدعم السريع، قال إنها كانت تستهدف مطار وسد مروي.
وأضاف الجيش في بيان أن الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي “نجحت في إسقاط جميع المسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها”.
وتقع مدينة مروي في شمال السودان، تحديداً على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالي 200 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم. وهي مدينة تاريخية هامة كانت عاصمة مملكة كوش، وتضم أكثر من 200 هرم من الأهرامات الكوشية.
ويأتي ذلك، فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تطورات الأوضاع في السودان، ملقياً باللوم على قوات الدعم السريع التي تخوض قتالاً منذ أكثر من عامين مع الجيش السوداني.
وفي حديثه للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا، قال روبيو: “قلقون جداً.. نرعى المبادرة الرباعية إلى جانب مصر والسعودية والإمارات، وأعتقد أن المشكلة الجوهرية، التي نواجهها، أن قوات الدعم السريع توافق على أمور معينة، ثم لا تستطيع مطلقاً، ولا مرة، أن تفي بها أو تنفذها”.
مقترح هدنة
وكانت قوات “الدعم السريع” أعلنت، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من دول “الآلية الرباعية”، الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، تمتد من 3 إلى 9 أشهر.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان، أنها تتطلع إلى “الشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب”.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أعلن “تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات حصلت في الفاشر”، بحسب تعبيره، متعهداً بمحاسبة “أي جندي أو ضابط ارتكب أي جرم أو تجاوز حدوده في الفاشر”.
وقال “حميدتي” إن معركة الفاشر فُرضت على قواته، ولم يكن أمامها خيار سوى القتال.
