أطلقت “بلو أوريجين”، شركة الصواريخ التي أسسها الملياردير الأميركي جيف بيزوس، مؤسس أمازون، صاروخها العملاق “نيو جلين” في مهمة تُمثل أول اختبار رئيسي لها، حيث يحمل قمرين اصطناعيين تابعين لوكالة ناسا نحو المريخ، ونجح الصاروخ القابل لإعادة الاستخدام في الهبوط بسلام لأول مرة، حسبما أفادت شبكة CNN الأميركية.
وانطلق صاروخ “نيو جلين”، حاملاً القمرين الاصطناعيين، إذ من المقرر أن يقوم القمرين برحلة طويلة إلى المريخ، من محطة كيب كانافيرال الفضائية قبل الساعة الرابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (التاسعة مساءً بتوقيت جرينيتش) يوم الخميس.
كما هبط الجزء الأولى من الصاروخ على منصة بحرية لأول مرة، مما يُمثل خطوةً كبيرة في جهود الشركة لجعل صاروخ “نيو جلين” قابلاً لإعادة الاستخدام، وأقل تكلفة، ومنافساً لشركة “سبيس إكس” التابعة للملياردير إيلون ماسك.
وكان من المقرر أن تُطلق “بلو أوريجين” صاروخها، الأحد، لكن الغطاء السحابي أدى إلى تأجيل الإطلاق. ثم اضطرت الشركة إلى العمل مع إدارة الطيران الفيدرالية، التي فرضت مؤخراً حظراً على معظم عمليات إطلاق الصواريخ خلال ساعات النهار وسط إغلاق الحكومة، لإيجاد فرصة جديدة للإطلاق.
وكان إطلاق صاروخ “إسكيبيد” Escapade، أول رحلة لصاروخ “نيو جلين” بحمولة لعميل خاص. وأكمل الصاروخ رحلته الافتتاحية في يناير الماضي.
وخلال تلك المهمة، فشلت الشركة في استعادة مُعزز المرحلة الأولى من صاروخ “نيو جلين”، وهو الجزء السفلي من الصاروخ الذي يُعطي المركبة دفعة الطاقة الأولية عند الانطلاق.
وعزت “بلو أوريجين” المحاولة الفاشلة، إلى عدم إعادة تشغيل المحركات بشكل صحيح. لكن يبدو أن الشركة لم تواجه أي مشكلات من هذا القبيل، حيث هبطت المرحلة الأولى من صاروخ “نيو جلين” بنجاح على متن بارجة بحرية تُسمى “جاكلين” نسبةً إلى والدة بيزوس.
ومثل منافس “بلو أوريجين” الرئيسي، “سبيس إكس” التي لطالما كانت قوة مهيمنة في مجال الإطلاق التجاري للصواريخ، صُمم صاروخ “نيو جلين” لإعادة استخدامه جزئياً لخفض التكاليف.
ولا يؤثر فشل هبوط مُعزِّز الصاروخ بالضرورة على كيفية تقييم الشركات لنجاح المهمة بشكل عام، إذ أن الهدف الأساسي لأي إطلاق صاروخ هو إيصال حمولته بأمان إلى المدار. إلا أن “بلو أوريجين” أوضحت قبل الإقلاع أن خطوات استعادة أجزاء من صواريخها وإعادة شحنها بالغة الأهمية لنموذج أعمال الشركة.
وأعلنت “بلو أوريجين” أنها ركزت خلال الأشهر العشرة الماضية بشكل كبير على تعديل مركبة “نيو جلين” على أمل ضمان هبوط ناجح للمُعزِّز.
