تجددت الاشتباكات بين قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية وبين الفصائل المحلية في السويداء، لليوم الثالث على التوالي، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين ببدء الهجوم وخرق الاتفاق.

مراسل في درعا، أفاد أن الاشتباكات تجددت بين “الحرس الوطني” من جهة، وقوى الأمن الداخلي من جهة أخرى، لليوم الثالث على التوالي، فجر اليوم، الجمعة 14 من تشرين الثاني، إذ استهدفت قوات “الحرس الوطني” نقاط الأمن الداخلي بالسلاح المتوسط، ما أدى إلى إصابة سبعة عناصر من الأمن الداخلي بجروح دون تأكيد سقوط قتلى.

وقال محافظ السويداء، مصطفى البكور، إن ما تقوم به بعض الفصائل المحلية في السويداء، وما يسمى بـ”الحرس الوطني”، من تجاوزات عبر الهجوم على نقاط فضّ النزاع، يُعدّ مخالفة صريحة للاتفاقات الدولية ويُعرقل الجهود المبذولة في عملية الترميم والتحضير لعودة الأهالي إلى قراهم.

“التصرفات هذه لا تهدد فقط مسار إعادة الترميم وتجهيز البنية التحتية، بل تزعزع الاستقرار وتؤخر خطواتنا نحو استعادة الحياة الطبيعية، وتهيئة الظروف الكريمة لعودة جميع المهجرين”، بحسب ما نقلته محافظة السويداء عن البكور في صفحتها عبر “فيسبوك” اليوم.

في حين أصدر “الحرس الوطني”، وهو الهيكل العسكري الذي أسسه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، أنه منذ مساء الخميس حتى فجر اليوم الجمعة، شهدت محاور التماس في القطاع الغربي ومحور غرب المدينة سلسلة من الخروقات التي وصفها بـ”العدوانية المنسقة”، نفذتها من وصفهم بـ”العصابات الإرهابية التابعة لسلطة دمشق”، في محاولة لزعزعة الاستقرار، وإحداث تبدل ميداني في خطوط الجبهات.

وقال “الحرس الوطني” في صفحته عبر “فيسبوك“، اليوم، إنه تم تسجيل هجمات على أكثر من محور، شملت هجومًا من عدة اتجاهات نحو بلدة المجدل، وتحركات ورمايات من المنصورة وريمة حازم باتجاه بلدتي سليم وعتيل، واستهدافات من الشقراوية وتل حديد باتجاه المحور الغربي للمدينة.

قيادة الأمن الداخلي في محافظة السويداء، قالت لـ”الإخبارية” السورية، إن من وصفهم بـ”العصابات المتمردة” في السويداء جددت لليوم الثالث على التوالي خروقات وقف إطلاق النار وقصفت مواقع في ريف المحافظة، ما أدى إلى وقوع مصابين من قوى الأمن.

“ما يجري من خرق متكرر لوقف النار في السويداء تتحمله الجهات التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المحافظة”، وفق تعبير الأمن الداخلي، مشيرًا إلى أنه أحبط عددًا من محاولات التقدم التي شنتها “العصابات” من عدة محاور في المنطقة.

وأكد مراسل أن المنطقة تشهد هدوءًا حذرًا، وتنتشر قوات الأمن الداخلي في ريف السويداء الغربي.

بدورها، أكدت قوات “الحرس الوطني” أنها تمكنت من تدمير عدد من العربات القتالية المعادية، إضافة إلى سقوط قتلى في صفوف القوات المهاجمة، ما أجبرها على التراجع تحت الضغط الناري المركز، وفق تعبيرها.

المحافظ اعتبر أن التزام الجميع بروح الاتفاق واحترام نقاط فض النزاع، هو السبيل الوحيد لضمان عودة آمنة واستمرار أعمال الترميم وتثبيت دعائم الاستقرار.

اشتباك سابق

حدثت  اشتباكات بالريف الغربي للسويداء، في 11 من تشرين الثاني الحالي، بين قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية من جهة، والفصائل المحلية في السويداء.

مراسل أفاد حينها بوقوع اشتباكات بين الجانبين في الريف الغربي للمحافظة في منطقتي عريقة- تل حديد، بينما لم يتسنَ للمراسل تحديد الأسلحة المستخدمة.

مصدر أمني في السويداء، قال ل، إن ما يسمى بـ “الحرس الوطني” (فصائل محلية تدعم موقف الشيخ حكمت الهجري) في السويداء استهدف بالرشاشات الثقيلة نقاطًا تتبع للأمن العام في محيط بلدة عريقة وتل حديد، ما أدى لتوتر المشهد.

وأشار المصدر إلى عدم وجود إصابات بين قوى الأمن العام في تلك المنطقة.

في غضون ذلك، نقلت عنه وكالة “سانا” الرسمية، عن مصدر أمني قوله، إن ما سماها “مجموعات خارجة عن القانون” استهدفت بـ“قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة تل حديد وتل أقرع بريف السويداء”.

واعتبر المصدر ما “جرى خرقًا لوقف إطلاق النار”.

“الحرس الوطني في السويداء”، وصف ما جرى في بيان  بـ”الخرق السافر والمتعمد للهدنة”.

وقال “الحرس”، إن ما سماها “العصابات الإرهابية المرتبطة بالسلطة الحاكمة في دمشق” استهدفت المحور الغربي للمدينة عبر استخدام طائرات مسيرة.

وجرى توقيع وقف إطلاق نار في السويداء، في 19 من تموز الماضي، برعاية أمريكية- أردنية، بعد اشتباكات دامية استمرت ثلاثة أيام وتدخلت فيها إسرائيل لما قالت إنه “حماية للدروز”.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.