د. سعيد الكثيري

يتجلى الفارق الأخلاقي والإنساني بين المقاومة والاحتلال في أوضح صوره عند الحديث عن الأسرى؛ فالمقاومة، إذ تحتجز الأسرى الصهاينة، تفعل ذلك لتحقيق أهداف تفاوضية مشروعة، ملتزمةً بتعاليم الإسلام التي تحفظ النفس الإنسانية وتصون كرامة الأسير، فلا تعذيب ولا انتهاك لحدود الإنسانية.
وفي المقابل، ينتهج الاحتلال سياسة تقوم على التعذيب والقهر والإذلال بحق الأسرى الفلسطينيين، غير مبالٍ بحقوق الإنسان ولا بالمعايير القانونية الدولية. وقد وثّقت وأدانت منظمات حقوقية عالمية انتهاكاته التي تستهدف حياة وكرامة الأسرى داخل زنازين فقدت أي صلة بالقانون أو الحد الأدنى من الإنسانية.
وهكذا، يتعمّق الفارق بين طرف يتعامل مع الأسرى بمنطق التفاوض وواجبات الأخلاق، كما تفعل المقاومة، وطرف آخر يجعل من السجون أدوات انتقام وإذلال كما يفعل الاحتلال.
وتبقى غزة شموخ وعزة. 

شاركها.