تختبر روسيا نظام Arkhangel لاعتراض الطائرات المسيرة في مقاطعة كورسك. وتصف التقارير الروسية النظام بأنه مصمم لاعتراض المسيرات الأوكرانية قبل وصولها إلى المناطق المأهولة بالسكان.

ويهدف المشروع، الذي تقوده شركة Kalashnikov Concern، إلى خفض تكاليف الاعتراض وسد الثغرات في الدفاعات الجوية الروسية المُرهَقة، بحسب موقع Army Recognition.

ووفقاً لبيان صادر عن ميخائيل فيليبوف، أحد قادة المجمع الصناعي العسكري الروسي، وهي شبكة تطوعية تدعم إنتاج الطائرات المسيرة؛ تجري روسيا تجارب على نظام اعتراض جديد للطائرات المسيرة في مقاطعة كورسك الحدودية، حيث يجمع بين طواقم اعتراض متخصصة وفرق رادار متنقلة لمطاردة طائرات الاستطلاع الأوكرانية المسيرة بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان.

وأكد فيليبوف، أن نظام Arkhangel يعد “طبقة إضافية للدفاع الجوي”، وليس بديلاً عن الصواريخ أو المدافع، ويهدف إلى خفض تكلفة الاعتراض لكل طلقة.

وتبلغ السرعة القصوى للمسيرة الروسية الجديدة حوالي 360 كيلومتراً في الساعة، ونصف قطرها القتالي يصل إلى 50 كيلومتراً.

نسخ قتالية

ويبدو أن شركة Kalashnikov بدأت إنتاج “نسخ قتالية”، وأن طواقم الاختبار ومجموعات الرادار المتنقلة قد نُشرت بالفعل في مقاطعة كورسك للاختبارات التشغيلية.

ورصدت صحف روسية، تجارب سابقة في شبه جزيرة القرم، ركزت على التكامل مع أجهزة استشعار الدفاع الجوي الحالية.

وتدربت فرق اختبار Arkhangel في يونيو الماضي، على التوجيه من محطات الرادار والنشر السريع لمجموعات الضربات المتنقلة، خاصة أن المسيرة الاعتراضية الجديدة “تتناسب” مع شبكات الرادار الحالية دون أي تعديلات، بسرعات معلنة تقترب من 340 كيلومتراً في الساعة، ومدى يصل إلى 50 كيلومتراً.

وأعلنت شركة Kalashnikov، أنها ستصنع طائرات Arkhangel المسيرة، على خطوط إنتاجها بموجب مذكرة تفاهم مع شركة Archangel LLC.

وفي أغسطس، نشرت وسائل إعلام محلية روسية، لقطات لطائرة تحمل مسيرات بينها طائرات Arkhangel المسيرة لمسافة تقارب 1.5 كيلومتر قبل إطلاقها.

ونقلت وكالة TASS الروسية عن فيليبوف، كشفه عن نموذج مُصنع من مسيرة Arkhangel، بلغت سرعتها حوالي 280 كيلومتراً في الساعة، مع مدى اشتباك يصل إلى 50 كيلومتراً، ورؤوس حربية قابلة للتبديل تتراوح أوزانها بين 700 جرام و7 كيلوجرامات تقريباً.

وأشار فيليبوف إلى خيارات للإطلاق الأرضي أو الاستخدام من منصة حاملة طائرات.

وفي وقت لاحق، زادت التصريحات بشأن مدى المسيرة إلى ما يتراوح بين 340 و360 كيلومتراً في الساعة، مما قد يعكس استخدام هياكل طائرات متعددة أو تحديثات في أنظمة الدفع.

استهداف العمق الروسي

وأصابت حملة الطائرات المسيرة بعيدة المدى التي تشنها أوكرانيا بشكل متكرر، مراكز الطاقة والخدمات اللوجستية في عمق روسيا، بما في ذلك مصافي النفط والمستودعات، مما أدى إلى توسع نطاق تغطية الدفاع الجوي، وتسبب في مشكلة في تبادل التكاليف بالنسبة لموسكو.

وفي هذا السياق، يعكس تطوير روسيا لطائرة اعتراضية مسيرة سريعة ومنخفضة التكلفة حاجتها للتكيف مع الضربات الأوكرانية المستمرة بالطائرات المسيرة على مراكز الخدمات اللوجستية والطاقة.

ويعتمد إثبات ذلك على قدرة Arkhangel على اكتشاف طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الصغيرة وتجاوزها وتدميرها باستمرار، في ظروف كهرومغناطيسية متباينة.

ولا تزال مكانة Arkhangel في البنية الروسية الأوسع لمكافحة الطائرات المسيرة غير واضحة، إذ يتم ربط هذه المسيرات بمجموعات رادار أرضية، وبشكل منفصل، بمفاهيم الدفاع ضد المركبات الجوية المسيرة في البحر الأسود، مما يعني اتباع نهج معياري بدلاً من نموذج واحد.

وفي غياب بيانات شراء شفافة، أو معرفة دفعات تسلسلية، أو توزيع الوحدات، يصبح من غير الواضح ما إذا كانت عمليات نشر طائرة Arkhangel في كورسك هي دفعات ما قبل سلسلة إنتاج للطائرة، أو اختبارات تشغيلية محدودة النطاق، أو الموجة الأولى من النشر الأوسع.

ويُحاكي مفهوم الطائرة الروسية المسيرة الجديدة، الجهود الغربية، التي تُركز على الذخائر الاعتراضية القابلة لإعادة الاستخدام أو القابلة للتدمير، والمُوجهة بأجهزة استشعار مُتصلة بالشبكة.

وتعتبر طائرة RoadRunner المسيرة من إنتاج شركة Anduril، ذخيرة اعتراضية، قابلة لإعادة الاستخدام، وذات إقلاع وهبوط عمودي، ويُمكن إطلاقها عمودياً، ومُلاحقة الأهداف بسرعات دون سرعة الصوت، والعودة إلى القاعدة في حال عدم الحاجة إلى الاعتراض، وهو تصميم مُتعاقد عليه حالياً من قِبل الولايات المتحدة لمهام مُكافحة المسيرات.

ويُشارك الجيش والبحرية في الولايات المتحدة في نشر مسيرات Coyote الاعتراضية من إنتاج Raytheon المُزودة بأجهزة بحث ورؤوس حربية مُعدة لهزيمة الطائرات المُسيرة الصغيرة، مع توسع عمليات النشر الأخيرة لتشمل منصات الإطلاق البحرية.

أما صاروخ Arkhangel، في حال نضجه، فسيُناسب الصواريخ الاعتراضية أحادية الاتجاه أو ذات الاستخدام المُحدود القابلة للتدمير، والمُوجهة بواسطة رادارات متنقلة، أكثر من الطائرات النفاثة المُتطورة القابلة لإعادة الاستخدام، إلا أن أساليب التوجيه والبحث والاستعادة الدقيقة للبرنامج الروسي لم تُوثق علناً بعد.

وتُظهر التقارير من مقاطعة كورسك وشبه جزيرة القرم، جهوداً تجريبية جادة، مقترنة بنية Kalashnikov توسيع نطاق إنتاج طائرات Arkhangel المسيرة.

شاركها.