وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة مبيعات عسكرية محتملة لألمانيا، تتضمن صواريخ اعتراض متطورة من إنتاج شركة RTX، في خطوة تعكس توسع التعاون الدفاعي بين واشنطن وبرلين، وسط تصاعد التحديات الأمنية في أوروبا.

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية DSCA في بيان، إنها أخطرت الكونجرس بالموافقة الأولية على الصفقة، التي تُقدّر قيمتها بنحو 3.5 مليار دولار، وتشمل تزويد ألمانيا بما يصل إلى 173 صاروخاً من طراز Standard Missile-6 Block I و577 صاروخاً من طراز Standard Missile-2 Block IIIC، إضافة إلى حاويات الإطلاق العمودي ومعدات الدعم الفني واللوجستي وبرامج التدريب.

وتعدّ شركة RTX Corporation (المعروفة سابقاً باسم رايثيون) المتعاقد الرئيسي لتنفيذ الصفقة، مع مواقع إنتاج في ولايات أريزونا وأركنساس وألاباما.

ولا تزال الصفقة بحاجة إلى استكمال المفاوضات بين الحكومة الألمانية وشركة RTX، كما يحتفظ الكونجرس الأميركي بحق مراجعة الصفقة قبل إقرارها بشكل نهائي، بحسب ما نقلت “بلومبرغ”.

تعزيز قدرات ألمانيا

وتهدف الصفقة إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي والصاروخي لدى الجيش الألماني، ولاسيما على متن فرقاطات F127 الجديدة التي ستُزوّد بنظام القتال الأميركي Aegis، ما يمنح برلين قابلية أعلى للتعامل مع التهديدات الجوية والصاروخية المتنامية.

كما ستعزز الصفقة قدرة القوات البحرية الألمانية، على العمل بتناغم مع القوات الأميركية وقوات الحلفاء في مواجهة مجموعة واسعة من التهديدات البحرية.

وأكدت الخارجية الأميركية، أن الصفقة لا يتوقع أن تغيّر ميزان القوى في أوروبا، مشيرة إلى أن ألمانيا قادرة على دمج الأنظمة الجديدة ضمن قواتها المسلحة دون أي عقبات.

وأكد البيان أن الصفقة تخدم أهداف السياسة الخارجية الأميركية وأولويات الأمن القومي، من خلال تعزيز دفاعات دولة عضو في الناتو تُعد قوةً محورية في الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في أوروبا.

وستمنح هذه المنظومات البحرية المتقدمة، ألمانيا، قدرة أكبر على مواجهة التهديدات الجوية والصاروخية الحالية والمستقبلية، لا سيما عند نشرها على فرقاطات F127 المستقبلية المجهزة بنظام القتال الأميركي Aegis.

كما ستعزز الصفقة قدرة القوات البحرية الألمانية على العمل بتناغم مع القوات الأميركية وقوات الحلفاء في مواجهة مجموعة واسعة من التهديدات البحرية.

كما أكدت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، أن تنفيذ الصفقة لا يتطلب إرسال موظفين أميركيين إضافيين إلى ألمانيا، ولا يتوقع أن تؤثر على جاهزية القوات الأميركية.

إنفاق ألمانيا الدفاعي

وتضاعف ألمانيا إنفاقها على المشتريات الدفاعية منذ أن حصل المستشار فريدريش ميرتس على الدعم اللازم لإعفاء هذا الإنفاق من حدود الديون، وبناء الجيش غير المجهز تجهيزاً كافياً في مسعى لتحمل مسؤولية أكبر عن الأمن الأوروبي.

ومن المقرر أن يبلغ إجمالي إنفاق ألمانيا على الدفاع في عام 2026، مما يشمل الصناديق الخاصة، حوالي 117.2 مليار يورو لتصل حصتها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلى حوالي 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي.

تأتي هذه الميزانية ترجمة لمساعي حكومية حثيثة تعتزم تعزيز قدرات الجيش الألماني ليصبح “أقوى جيش تقليدي في أوروبا”، بنص تعبير المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمام البرلمان (البوندستاج)، في مايو الماضي.

قدرات أوروبا العسكرية

وتتزامن الجهود الألمانية في المجال الدفاعي مع سعي دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها العسكرية كبريطانيا؛ التي أعلن رئيس وزرائها كير ستارمر، في وقت سابق، عزم بلاده بناء 12 غواصة بحرية نووية في السنوات المقبلة.

ويضغط المسؤولون الأميركيون على الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو، لتحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن القارة، بما في ذلك تزويد أوكرانيا بالأسلحة.

وكان وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، قال للحلفاء في بروكسل في أكتوبر الماضي، إن “أوروبا قوية يجب أن تردع روسيا عن المزيد من العدوان”، وقد اتفق حلفاء الناتو في يونيو الماضي، على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% إجمالاً، منها 3.5% على ما يسمى بـ”الدفاع الصلب”.

وتراجعت قدرات الجيش الألماني الدفاعية وقدرته على الردع على مدى السنين، على خلفية يقين الحكومات الألمانية المتعاقبة، خاصة في ظل حكم المستشارة التاريخية أنجيلا ميركل، بأن نهاية الحرب الباردة تعني اختفاء الأعداء، وسلاماً شبه دائم في القارة الأوروبية.

وانسجاماً مع هذه الرؤية تم إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في ألمانيا في عام 2011، إلا الحكومة الألمانية تبحث إعادتها ضمن خطط تعزيز القدرات الدفاعية.

شاركها.