قال دبلوماسيون غربيون، إن إيران تتجاهل الدعوات الدولية للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، واستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، بعد أشهر من الحرب مع إسرائيل، حسبما أوردت “بلومبرغ”.

ومن المرتقب أن تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع المقبل، اجتماعاً في العاصمة النمساوية فيينا لمناقشة وضع البرنامج النووي الإيراني، ومن المقرر أن تصدر الدول الغربية الممثلة في الوكالة، سلسلة من الإجراءات لتحديد حالة مخزون طهران النووي وموقعه، حسبما نقلت “بلومبرغ” عن ثلاثة مسؤولين طلبوا عدم كشف هوياتهم.

وقال دبلوماسي غربي كبير، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مستعدة لاستئناف عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية على الفور، لكن إيران “تُصر على أنها لا تزال خطيرة للغاية” بعد الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة قبل خمسة أشهر.

وتتباين مواقف الدول الغربية حول الخطوة التالية، حيث يسعى بعضها إلى ممارسة ضغوط إضافية على إيران من خلال حرمان العلماء الإيرانيين من الاستفادة من الدعم التقني الذي توفره الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجالات مثل “الطب النووي”، وفقاً لما ذكره الدبلوماسيون. وتُحذّر دول أخرى من أن قطع الدعم الإيراني بالكامل قد يأتي بنتائج عكسية، ويزيد من فرصة انسحاب البلاد من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

ولطالما نفت إيران وجود أي نوايا لتطوير سلاح نووي، وتقول إنها سرّعت تخصيب اليورانيوم رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال ولايته الأولى بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرض عقوبات شديدة على اقتصادها.

مصير مجهول لمخزون اليورانيوم

وبحسب “بلومبرغ”، فإن إيران كانت تمتلك احتياطيات كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع حوالي اثني عشر رأساً نووياً بسرعة قبل هجمات يونيو الماضي.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة نشاطاً إيرانياً حول المواقع التي تعرضت للقصف في فوردو ونطنز وأصفهان. ولم يتأكد مفتشو الوكالة مما إذا كانت هذه الأنشطة تقتصر على جهود التنظيف أو ربما تشمل نقل مخزونات اليورانيوم.

ودعا بيان صادر عن مجموعة السبع في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إيران إلى استئناف التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والدخول في محادثات مباشرة مع إدارة ترمب.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية هذه الدعوة، لأنها “لا تُدين الهجمات الإسرائيلية والأميركية” على منشآتها، وفق ما نقلته وكالة مهر  الإيرانية للأنباء.

وقال علي لاريجاني، أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، في بيان صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري: “لم تُنقل أي رسالة جديدة إلى الولايات المتحدة”. وأضاف: “السبب في عدم إرسال أي رسالة جديدة هو أن مفاوضات سابقة قد جرت بالفعل، ولم يُبدِ الجانب الآخر أي استعداد للتوصل إلى اتفاق”.

وتخلص “بلومبرغ” إلى أنه حتى لو خضعت إيران فوراً لعمليات التفتيش، وتعاونت بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد يستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء اليقين بشأن مصير مخزون إيران النووي، وفق دبلوماسي ثانٍ، اعتبر أن هجمات يونيو لم تُنهِ المخاوف بشأن البرنامج النووي للبلاد، بل فتحت “صفحة جديدة”.

شاركها.