رغم مشاركة الأندية السورية في البطولة العربية للأندية أبطال الدوري والكؤوس للسيدات لكرة اليد في تونس، فإن النتائج جاءت دون التطلعات، إذ اكتفى نادي قاسيون بالمركز السادس، فيما حل نادي النبك في المركز الثامن من أصل ثمانية فرق مشاركة.

ورغم الجهود المبذولة، فإن المشاركة كشفت عن واقع فني يحتاج إلى مراجعة جادة، وسط تساؤلات حول مدى جاهزية كرة اليد السورية للمنافسة الخارجية، وأسباب الفجوة بين الطموح والإمكانات المتاحة محليًا.

تقييم المشاركة والدروس المستفادة

قال رئيس الاتحاد السوري لكرة اليد، رافع بجبوج، ل، إن مشاركة الفرق السورية في البطولة العربية كانت “مقبولة بشكل عام”، وإن المست وى الفني ظهر متوسطًا، وربما أقل من المتوقع.

وأرجع السبب إلى أن فترة التحضير كانت غير كافية، بالإضافة إلى عدم وجود دوري محلي قوي في السنوات الماضية.

وأكد بجبوج أن المشاركة كانت ضرورية، لمعرفة مستوى الفرق السورية وما هو متوفر، وما يحتاج إلى تطوير من أجل تكثيف العمل.

أما من منظور إدارة نادي قاسيون، فقال رئيس النادي، خالد جمعة، ل، إن “التجربة مفيدة جدًا، وقد اتخذنا قرارًا جريئًا بالمشاركة، وكنا ندرك أنه من الممكن ألا تكون النتائج مرضية”.

وتابع جمعة أن الغاية من المشاركة كانت الاطلاع على واقع كرة اليد السورية، وكذلك واقع كرة اليد العربية، خاصة أن النادي لم يشارك في المنافسات الخارجية منذ حوالي 15 إلى 20 عامًا.

وعن الدروس المستفادة قال جمعة، “يجب علينا الاهتمام بالقواعد الأساسية”، والبدء بالفئات تدريجيًا “للوصول إلى مستوى يسمح لنا بالظهور بمظهر مشرف خارج سوريا”.

وأوضح أن كلامه لا ينفي الحضور الجيد في البطولة، مؤكدًا ثناء الاتحاد العربي والتونسي على مستوى الفرق السورية وتطورها.

خطط مستقبلية

أكد رافع بجبوج أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز الاحتكاك الداخلي عبر إقامة عدد أكبر من المباريات المتتالية، بحيث يتم تحضير دوري مستمر دون الانقطاعات التي كانت سائدة في السنوات الماضية.

وأشار إلى أن الاحتكاك الخارجي سيبقى حاضرًا أيضًا، من خلال استضافة فرق عربية في سوريا أو استمرار مشاركة الفرق السورية في البطولات خارج البلاد، مشددًا على أن التجربة الدولية ضرورية لتطوير مستوى اللعبة.

وقال إن النتائج في البداية قد تكون دون المستوى، “لكن مع الوقت وبفضل هذه الإجراءات، نأمل أن يتحسن الوضع بشكل ملحوظ”.

من جانبه، أوضح خالد جمعة أن الهدف الأساسي من المشاركة في البطولة يكمن في تقييم مستوى كرة اليد، ومعرفة الجوانب التي يحتاج النادي إلى تطويرها.

وقال إن نادي قاسيون أصبح يمتلك رؤية أوضح حول واقع اللعبة داخله، وسيأخذ بعين الاعتبار إيجابيات وسلبيات التجربة للانطلاق في مرحلة إعادة بناء فريق كرة اليد من الأساس.

ماذا تحتاج الأندية السورية للنجاح خارجيًا

الفرق والأندية السورية بحاجة ملحّة للدعم، بما يشمل توفير ملاعب تدريب ملائمة، وجميع التجهيزات والأدوات اللازمة، إلى جانب تنظيم معسكرات ومباريات خارجية لتطوير المستوى الفني للاعبين، وفق ما ذكره خالد جمعة في حديثه ل.

وأضاف أن النادي يخوض خلال بطولة الدوري السوري نحو 15 مباراة فقط، وهو ما أثار دهشة الأندية المشاركة في البطولة العربية.

وتابع، “لا يمكن لأي فريق أن يصل إلى مستوى الجاهزية للمنافسات الدولية دون أن يخوض ما لا يقل عن 40 إلى 50 مباراة على الصعيد المحلي”.

ووجه جمعة رسالة مفادها، “لبناء كرة يد قوية، يجب أن يكون الدوري منتظمًا وجيد التنظيم، بحيث يخوض كل فريق ما بين 35 و40 مباراة على الأقل، مع ضرورة دراسة كيفية تنظيم المباريات بشكل يضمن أن يصل العدد الإجمالي للمواجهات إلى نحو 50 إلى 60 مباراة لكل فريق خلال الموسم”.

ويرى رئيس اتحاد اللعبة، رافع بجبوج، أن أي رياضة تحتاج إلى تمويل ودعم مالي.

وتابع أن الاتحاد وضع الخطط والأفكار والتصورات، و”ننتظر تأمين الدعم اللازم لتنفيذ هذه الأفكار”، مشيرًا إلى أن فكرة تطوير كرة اليد تتطلب الاستعانة بمدربين وخبراء من الخارج، ويتطلب ذلك وقتًا ليس بالقصير لتطوير اللاعبين والمدربين والحكام على حد سواء.

وشدد بجبوج على أهمية صيانة منشآت كرة اليد، لأنها تعتبر من العوامل الأساسية لتطوير الرياضة بشكل عام.

وفي الختام، طالب خالد جمعة اتحاد اليد بمساعدة الأندية ليس فقط ماديًا، بل بتوفير العديد من أماكن التدريب، لأن أماكن التدريب غير كافية، فالواقع أن الوقت المخصص للتدريب يسمح فقط بتدريب فريق واحد، مثل فريق السيدات، ولا يمكن لجميع الفرق التدريب في نفس الوقت.

وطالب أيضًا بتوفير خبير تحكيمي لتوضيح قواعد التحكيم قبل بداية الدوري، نظرًا إلى الفارق الكبير بين التحكيم المحلي والعربي الذي يتسم بـ”الصرامة والالتزام الشديد”.

وكشفت المشاركة السورية في البطولة العربية للأندية للسيدات عن الفجوة الواضحة بين الطموح المحلي والإمكانات المتاحة، سواء على صعيد البنية التحتية أو عدد المباريات وخبرة اللاعبين.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.