حمص – محمد كاخي
تعاني بلدة تلبيسة في ريف حمص الشمالي من تسرب مستمر في مياه الصرف الصحي، ووصولها إلى الشوارع ومياه الآبار، ما يتسبب بمخاطر صحية على الأهالي.
ويهدد تسرب وانتشار مياه الصرف الصحي صحة السكان، إذ تنتشر الحشرات والقوارض في “الجور الفنية” المفتوحة، وتؤدي الأعطال في الشبكة إلى العودة العكسية لمياه الصرف الصحي، ما يتسبب بفيضانها في الشوارع، واختلاطها بمياه الآبار التي تستعمل للشرب، وفق ما قاله الناشط المدني في مدينة تلبيسة نضال العكيدي، ل.
وذكر مالك الصالح، أحد سكان البلدة، أن المشكلة لم تعد تُحتمل، وتؤثر على سير الحياة اليومية للأهالي.
سبب المشكلة
مسؤولة المكتب الفني في بلدية تلبيسة، المهندسة سوزان العموري، أوضحت ل سبب المشكلة، وقالت إن القطاع الغربي، أو ما يسمى في البلدة “غرب الطريق”، وهو يشكل ثلث البلدة تقريبًا، لا يحتوي على منظومة صرف صحي، وتعتمد كل المنطقة على “الجور الفنية”، والسبب في ذلك أن المنطقة بحاجة إلى محطة معالجة للمياه، وعملية إنشاء منظومة صرف صحي ومحطة معالجة مكلفة للغاية، وتتطلب تدخل منظمات كبيرة، لأن التكلفة تصل إلى نحو ثلاثة ملايين دولار.
أما القطاع الشرقي في البلدة، فعمر شبكة الصرف الصحي فيه 30 عامًا، وقد أصابها الاهتراء ونوع من الترسبات، أضافت عموري، إضافة إلى تضررها بفعل الصواريخ والقذائف التي تعرضت لها البلدة بين 2011 و2018، وطمر بعض “غرف التفتيش” (ريجارات)، وهذا كله سبّب اختناقات وانسدادات داخل شبكة الصرف الصحي، ما يؤدي إلى عودة المياه بشكل عكسي إلى المنازل، وبالتالي عدم القدرة على تصريفها أو استعمال المياه ضمن المنازل.
ويوجد مصب واحد لمياه الصرف الصحي شمال البلدة، وهو عبارة عن غرفة كبيرة، تتجمع فيها مخلفات الصرف الصحي للبلدة كلّها إلى منسوب معيّن، ثم يتم ضخ هذه المياه وتصريفها عبر ساقية مكشوفة.
وتجري مياه الصرف الصحي عبر الساقية لمسافة أكثر من أربعة كيلومترات لتصب أخيرًا في نهر العاصي، وتؤثر هذه الساقية على جميع الآبار الممتدة على هذه المسافة.
وبعد عودة كثير من سكان البلدة إثر سقوط النظام السوري السابق، ازداد الضغط على استخدام المياه، وأصبحت الساقية غير قادرة على التحمل، حتى وصلت إلى مرحلة بدأت فيها مياه الصرف الصحي تتكاثف وتفيض على أطرافها وتملأ الشوارع، بحسب العموري.
اتفاقية تنتظر التنفيذ
قالت العموري في حديثها إلى، إن المشكلة يمكن حلها، لكنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة تفوق قدرة البلدية والإمكانيات المتوفرة، لأن المبلغ كبير جدًا، ويمكن حلّها عبر نقل القسطل (الأنبوب) الكبير، وبدل أن يُفرَّغ في المصبات الحالية، يتم وصله مع ما يسمى “الخط الإقليمي”، وهو عبارة عن أنابيب ضخمة تمتد عبر قرى الإسماعيلية والنجمة وصولًا إلى أراضي الرستن لتصب في نهر العاصي بعد معالجتها، وهو قائم فعليًا في الوقت الحالي، إلا أنه يحتاج لإعادة تأهيل ووصل في مدينة تلبيسة.
لذا، الخطة الحالية، هي إنشاء محطات “معالجة بالأعشاب” في نهاية الخط الإقليمي، لتُلقى فيها منتجات الصرف الصحي، فتمرّ بعملية تصفية طبيعية قبل تصريفها في نهر العاصي، ولن تعود البلدة بحاجة إلى نظام الضخّ وستتحول إلى نظام إسالة متكامل.
رئيس بلدية تلبيسة، عبد القادر شعبان، قال ل، إن البلدية وبالتعاون مع المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حمص، وقعت اتفاقية مع منظمة “UN habitat” لتأهيل الخط الإقليمي، ووصل شبكة مياه الصرف في تلبيسة بهذا الخط.
ومن المفترض أن تباشر المنظمة عملها، لأن العقد تم توقيعه منذ ستة أشهر، ووعدت المنظمة أن تبدأ أعمال التأهيل في الشهر الحالي، وتصل تكلفة المشروع إلى نحو 230 ألف دولار، إلا أن المنظمة حتى الآن لم تبدأ العمل.
مصدر في منظمة “UN habitat”، تحفظ على نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال ل، إن المشروع الآن في مرحلة فض العروض، وإجراء الدراسة المالية والفنية لها.
وأضاف المصدر أن مراحل سير العملية تستغرق وقتًا، وأن القرار النهائي يتم اتخاذه على مستوى مكتب المنظمة الإقليمي.
وقالت مسؤولة المكتب الفني في بلدية تلبيسة، سوزان العموري، إن المشروع سيستغرق ثلاثة أشهر بعد بدء المنظمة عمليات التنفيذ، وإنه حتى انتهاء المشروع لن يكون هناك أي حلول إسعافية، سوى الاعتماد على الخطوط والشبكات المتهالكة نفسها.
إلا أنه مع انتهاء تنفيذ المشروع، ستكون المشكلة حُلت بالكامل في القطاعين الغربي والشرقي بالقرية، بحسب العموري.
المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حمص، اكتفت بالقول ل، إنها تواصلت مع بلدية تلبيسة، واستوضحت أسباب المشكلة، وإن الاتفاق تم مع منظمة “UN habitat”، إلا أن المنظمة حتى الآن لم تباشر العمل على المشروع.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
