في تحول لافت لشخصية سياسية اشتهرت طويلاً بالخطاب الحاد والتصريحات المثيرة للجدل، أعلنت العضوة الجمهورية، مارجوري تايلور جرين، عزمها التخلّي عن “الخطاب السام”، وذلك وسط خلاف متصاعد بينها وبين الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقالت تايلور جرين، في مقابلة مع شبكة CNN، الأحد، إنها ستتوقف عن استخدام الخطاب “السام”، في خطوة وصفتها الشبكة بأنها تمثل تحولاً كبيراً في مسيرتها السياسية التي اتسمت لسنوات بالتصريحات المسيئة.
وأضافت الشبكة أن هذا الموقف يأتي في ظل الخلاف المتزايد بينها وبين ترمب، بعدما شنّ الأخير هجوماً شخصياً عليها. وفي المقابل، اتجهت تايلور جرين مؤخراً إلى انتقاد الحزب الجمهوري نفسه في عدد من القضايا، من بينها أسلوب تعامله مع أزمة الإغلاق الحكومي.
وخلال المقابلة مع برنامج State of the Union، أعربت تايلور جرين عن خشيتها من أن تؤدي تصريحات ترمب ضدها إلى أعمال عنف تستهدفها. وقالت: “أكثر ما قاله (ترمب) وكان مؤلماً، وهو غير صحيح إطلاقاً، أنه وصفني بالخائنة.. هذا خطأ فادح للغاية، وهذه من الكلمات التي يمكن أن تدفع الناس إلى التطرف ضدي وتعريض حياتي للخطر”.
وعندما سُئلت عن سبب عدم اعتراضها سابقاً على استخدام ترمب هذا النوع من الخطاب تجاه آخرين، أقرت بأن ذلك “انتقاد في محله”.
وأضافت: “أود أن أقول، بتواضع، إنني آسفة لمشاركتي في السياسة السامة، فهي أمر سيئ للغاية لبلدنا.. وقد فكرت في هذا الأمر كثيراً، خصوصاً منذ اغتيال تشارلي كيرك”. وأوضحت أنها أدركت أنها دعمت أو شاركت في خطاب حاد أدى إلى تهديدات ضد آخرين، ما دفعها إلى إعادة النظر في نهجها السياسي.
وتابعت: “أنا مسؤولة فقط عن نفسي وعن كلماتي وتصرفاتي… وقد عملت خلال الفترة الماضية على التخلي عن سياسة الطعن المتبادل. أريد حقاً أن أرى الناس تعامل بعضها بعضاً بلطف”.
سجل من التصريحات المثيرة للجدل
وأشارت CNN إلى أن هذا التحول يمثل قطيعة حادة مع صورة تايلور جرين كأحد أبرز وجوه اليمين المحافظ المتشدد. فقد سبق لها أن وجّهت إهانات شخصية خلال جلسات الكونجرس، كما دخلت في صدامات مع زملائها الجمهوريين إلى حد دفع كتلتها نفسها إلى اتخاذ خطوات عقابية بحقها.
وفي عام 2023، طُردت تايلور جرين من تكتل “الحرية” المحافظ في مجلس النواب، بسبب مشاجرات مع عدد من أعضائه. وقد سخرت لاحقاً من القرار، قائلة إنها لا “تملك وقتاً لنادي الدراما”.
وفي أحد أبرز الحوادث المرتبطة بها، دخلت تايلور جرين في شجار خلال جلسة لإحدى لجان مجلس النواب في عام 2024، حيث وجّهت إهانة لمظهر العضوة جاسمين كروكيت. ورفضت الاعتذار عندما منحها رئيس اللجنة الفرصة لذلك.
وصوّتت غالبية الجمهوريين في اللجنة لصالح السماح لها بمواصلة الحديث خلال الجلسة، فيما انضمت العضوة الجمهورية لورين بوبيرت إلى الديمقراطيين في التصويت لمنعها من الكلام بقية الجلسة.
وبعيداً عن خلافاتها داخل الكونجرس، هاجمت تايلور جرين صحافياً بريطانياً قائلة: “عد إلى بلدك”، بعدما طرح سؤالاً بشأن الجدل المتعلق باستخدام تطبيق “سيجنال” بين مسؤولين في إدارة ترمب مطلع العام الجاري.
وأكدت تايلور جرين أنها أنهت علاقتها بهذا النوع من السياسة، مشددة على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى “مسار جديد”، وداعية إلى “الالتقاء وإنهاء كل الخطاب السام والخطير والمثير للانقسام”. وختمت بالقول: “أنا أقود الطريق من خلال مثالي الشخصي، وآمل أن يفعل الرئيس ترمب الشيء نفسه”.
