تراجع إنتاج الزيتون في محافظة طرطوس للموسم الحالي إلى 25 ألف طن، وفق ما كشفه مدير زراعة طرطوس، حسن حمادة، في حديث ل، منها 2500 زيتون مائدة والباقي للعصر، مقارنة بمتوسط إنتاج سنوي يتراوح بين 175 و200 ألف طن.

ولعبت عوامل الرياح الشديدة الحارة والجافة التي تعرّض لها المحصول خلال فترة الإزهار، إضافة إلى قلّة الأمطار والجفاف بالنسبة للأعوام السابقة دورًا كبيرًا بانخفاض إنتاج الزيتون للموسم الثالث على التوالي، في محافظة يوجد فيها نحو 11 مليون شجرة زيتون، منها عشرة ملايين شجرة مثمرة.

وأرجع مزارعون من محافظة طرطوس في استطلاع أجرته في قريتي بلوزة والعصيبة بريف بانياس التراجع إلى ارتفاع التكاليف الزراعية بشكلٍ رئيس، إذ لم يتمكّن معظمهم من تنفيذ عمليات التقليم والتسميد الأساسية، ما أثر سلبًا على الإنتاج، بحسب قولهم.

وعزا مدير زراعة طرطوس، أسباب تدني إنتاج موسم الزيتون إلى الظروف المناخية وقلّة الاهتمام وعمليات التسميد والمكافحة، كذلك الجفاف الذي أثّر بشكلٍ كبير على الإنتاجية العامة لشجرة الزيتون.

ولفت حمادة إلى أن عمليات التقليم والمكافحة والتسميد والري التكميلي خلال شهري تموز وآب، تساهم إلى حد كبير بزيادة الإنتاجية لأشجار الزيتون في المنطقة عمومًا، إضافة إلى التطعيم بالأصناف الملائمة.

وتصل مساحة الأراضي التي تزرع بالزيتون في محافظة طرطوس إلى نحو 75 ألف هكتار، وتمثّل مصدر دخل لآلاف الأسر وداعم أساسي للاقتصاد المحلي.

وتنتشر زراعة أشجار الزيتون في مناطق المحافظة كافة، منها 65% من صنف “الدعيبلي”، الذي يتميّز بالمعاومة الطويلة، ما يؤدّي إلى تقلّب الإنتاج من عام لآخر، كما تنتشر أصناف أُخرى كـ”الخضيري” و”الصوراني”، بالإضافة لأصناف جديدة مقاومة للأمراض كـ”السكري” و”العيروني”.

وحول خطة مديرية الزراعة لاستبدال الأنواع لتكون أكثر ملاءمة لطبيعة ومناخ المنطقة، أوضح حمادة أن إنتاج غراس الزيتون يجري في المركز الزراعي- البيت الزجاجي بأصناف تتناسب مع البيئة الساحلية، وهي: “السكري”، “العيروني”، “الخضيري”، و”الدعيبلي”، مبينًا أنها تتماشى مع طبيعة المنطقة ومناخها.

كما تحدّث حمادة عن ضبط عمل المعاصر بالمحافظة من خلال لجنة برئاسة مديرية الزراعة وعضوية كل من البيئة والصناعة والتموين، إذ تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لناحية ضمان جودة الإنتاج إلى جانب التصرّف بمياه الجفت الناتجة عن عمل المعصرة وتسجيل الضبوط بحق المخالفين عندما يقتضي الأمر.

الاستيراد خيار مطروح

اعتبرَ وزير الزراعة، أمجد بدر، في تصريحات صحفية، أن استيراد زيت الزيتون مطروح كخيار في حال ارتفاع أسعاره على المستهلك وانخفاض توفره في الأسواق المحلية على خلفية تراجع الإنتاج هذا الموسم، موضحًا أن الخطوة تتطلّب تقديم طلبًا رسميًا إلى وزارة الاقتصاد والصناعة.

وأوضح الوزير بدر، أن حماية المستهلك تُعدّ مهمة غير مباشرة لوزارة الزراعة، تمامًا كما هو الحال في حماية المنتج المحلي، على حد قوله.

وتابع الوزير، أن “الزراعة” تتابع حاليًا حجم الإنتاج المطروح في السوق، وعلى ضوء ذلك تتم دراسة إمكانية فتح باب الاستيراد، بينما يُنظر في فتح باب التصدير في حال وجود فائض.

وأكّد بدر أن إنتاج الزيتون وزيت الزيتون تراجع هذا العام، مُشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد نسبة الانخفاض بدقة قبل انتهاء الموسم، قائلًا “قد تكون نسبة التراجع أقل أو أكثر من النصف، ولا يمكن الجزم قبل استكمال عمليات القطاف والعصر”.

خطة “طوارئ” لتعافي القطاع

تولي منظمة “فاو” قطاع الزيتون في سوريا اهتمامًا خاصًا، إذ تعمل على إعداد تحليل شامل لسلسلة القيمة الخاصة بالزيتون، وصياغة استراتيجية وطنية تهدف إلى النهوض بالإنتاج وتحسين جودة زيت الزيتون ومنتجاته، لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المُستدامة، بحسب ما قالته مساعدة ممثل منظمة “فاو” في سوريا لشؤون البرامج، هيا أبو عساف.

وفيما يتعلّق بالتعامل مع الأزمات مثل الحرائق والجفاف، كشفت أبو عساف، أن المنظمة أطلقت خطة الطوارئ والتعافي المبكر (2025–2028)، والتي تهدف إلى “تقديم مساعدات عاجلة للمزارعين، تشمل توزيع الشتول والبذار والأعلاف، لتمكينهم من تجاوز الصدمات ومواصلة الإنتاج”.

“مكتب الزيتون”: الإنتاج يُغطّي الاحتياج المحلي

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، عبير جوهر، قالت إن تراجع موسم الزيتون في سوريا لهذا الموسم يقدّر بنحو 40%، إذ تبلغ الكميات المتوقعة حوالي 412 ألف طن من الزيتون على كامل المساحة المزروعة، يخصص منها حوالي 20% لزيتون المائدة، ليُنتج ما يقارب 65 ألف طن من زيت الزيتون.

واعتبرت جوهر أن هذه الكمية كافية لتغطية الاحتياجات المحلية من الزيت، مشددة في الوقت نفسه على أهمية الاستمرار في التصدير إلى الأسواق الخارجية، رغم التحديات والصعوبات التي واجهت دخول الزيت السوري إلى الأسواق العالمية، لافتة إلى أن الحفاظ على حضور الزيت السوري في الأسواق الدولية أمر هام وضروري لدعم الصناعات المحلية المرتبطة به، وضمان استمرارية وجوده.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.