أعلنت وزارة الداخلية القبض على عنصرين من النظام السابق في محافظة اللاذقية، غربي سوريا، انتشرت لهم مقاطع مصورة توثق تعذيب مدني، قبل 13 عامًا.
ووفق بيان لوزارة الداخلية، الأحد 16 من تشرين الثاني، نفّذت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عملية أمنية أسفرت عن القبض على كل من ثائر نجم موسى ورائد حسن سوادي السكج.
وقالت إنهما ضالعان في ارتكاب انتهاكات وصفتها بـ”الجسيمة” بحق المدنيين في المحافظة.
وجاءت العملية بعد انتشار فيديو يعود لعام 2012 يظهر فيه تعرض سمير محمد حشري للتعذيب والضرب على يد عناصر من النظام السابق، في أثناء اقتحام حي الرمل الجنوبي باللاذقية، ما أدى لاحقًا إلى وفاته.
وبعد الرصد ومطابقة صور الأشخاص الظاهرين في الفيديو، جرى تحديد هويتهما وأماكن إقامتهما ليتم القبض عليهما، بحسب الوزارة.
وأشارت إلى أن ثائر ورائد اعترفا بما نسب إليهما من اعتداء على المدني، بما في ذلك الضرب والتعذيب وإجباره على شتم الذات الإلهية وتحية الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، إضافة إلى مشاركتهما في اعتقال عدد كبير من المدنيين وتعذيبهم.
وأُحيل المتهمان إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما، وفق الداخلية.
وأعاد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تداول صور ومقاطع مسجلة، تظهر عناصر من جيش النظام السابق في أثناء تعذيبهم وإهانتهم أحد المعتقلين.
صفحة “أرشيف الثورة السورية” المتخصصة بتوثيق وأرشفة أحداث الثورة السورية، والمواد المتعلقة بها، المرئية والمكتوبة، أعادت نشر صور من المقطع ووصفت الحادثة بأنها “مشهد وحشي هز قلوب السوريين وأوجع ضمائرهم، وانتهى بوفاته بعد ساعات قليلة”.
وتعرض الآلاف من المدنيين للتعذيب خلال سنوات الثورة، على يد عناصر وضباط من الجيش السابق، فضلًا عن المراكز والفروع الأمنية، الكثير منها أدى إلى الموت.
إعلانات مستمرة
تعلن وزارة الداخلية باستمرار، عن القبض على عناصر من النظام السابق، متورطين بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين، أبرزهم كان وسيم الأسد ونمير الأسد وعاطف نجيب وإبراهيم حويجة.
وفي 4 من تشرين الثاني الحالي، ذكرت قناة “الإخبارية” الرسمية، نقلًا عن مصدر أمني لم تسمه، أنه تم القبض على المحقق السابق بمفرزة “أمن الدولة” في جبلة بريف اللاذقية آصف محسن يونس.
ونشرت صفحات محلية مقاطع مصورة في جبلة حينها، قالت إنها احتفالات شعبية ابتهاجًا بإلقاء القبض على المحقق.
وفي ذات اليوم، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، القبض على صقر سهيل محلا وهياج كامل إبراهيم، لضلوعهما في ارتكاب أعمال “إجرامية” بحق المدنيين في المحافظة.
ووفق بيان للداخلية، أظهرت التحقيقات الأولية أن محلا وإبراهيم يُعدّان من “رؤوس العصابات” التابعة لبشار طلال الأسد، أحد أبناء عمومة الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.
وقالت الداخلية إنهما متورطان في أنشطة “إجرامية” شملت السرقة وتجارة المواد المخدّرة والقتل والسطو المسلّح.
بالمقابل، ما زال العديد من المتورطين بانتهاكات ضد مدنيين ومتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بعيدًا عن المحاسبة، معظمهم متوارون عن الأنظار، وهربوا بعد سقوط النظام إلى دول الجوار أو روسيا.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
