أصدرت وزارتا الخارجية السورية والصينية بيانًا مشتركًا اليوم، الاثنين 17 من تشرين الثاني، عقب لقاء جمع وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في إطار زيارة الأخير إلى الصين.
وبحسب البيان الذي نشرته وزارتا الخارجية السورية والصينية، فإن المحادثات بين الجانبين كانت “بنّاءة”، وتمّ خلالها تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد الطرفان على أهمية الصداقة بين البلدين والشعبين، مؤكدين الالتزام بالحفاظ عليها وتطويرها بما يخدم مصالحهما، مع مراعاة السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل طرف، واستمرار التشاور ضمن المنظمات والمحافل الدولية.
وأشار البيان إلى استعداد الجانبين لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية وإعادة إعمار سوريا، وبناء القدرات وتحسين مستوى معيشة المواطنين السوريين، كما تم التأكيد على مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين، إضافة إلى أهمية منتدى التعاون الصيني- العربي في دعم التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.
وأكد الجانب السوري، بحسب البيان، موقفه الداعم لمبدأ “الصين الواحدة”، واعترافه بسيادة الحكومة الصين، بما في ذلك رفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، ودعمه لجهود الحكومة الصينية في تحقيق إعادة التوحيد الوطني.
كما أعرب الجانب السوري عن تقديره للمبادرات الصينية المختلفة، بما فيها مبادرة التنمية العالمية والحزام والطريق، مع تأكيد رغبته بالمشاركة النشطة فيها، مشددًا على أن أراضي سوريا لن تُستخدم لأي أنشطة تهدد أمن أو مصالح الصين.
من جهتها، أكدت الصين احترامها الكامل لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، واعترافها بالحكومة السورية ممثلة شرعية للشعب، مع دعم العملية السياسية الداخلية التي تقودها الدولة السورية.
وأشاد الجانب الصيني بالجهود السورية في مكافحة المخدرات، وتعزيز سيادة القانون، ومكافحة الإرهاب، وحماية حقوق المواطنين دون تمييز، مؤكدًا دعم مسار التنمية الذي تتبعه سوريا بما يتوافق مع ظروفها الوطنية، مع التشديد على اعتراف المجتمع الدولي بالجولان كأرض سورية محتلة.
وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قال عبر حسابه في منصة “إكس”، إن زيارة الوفد السورية إلى الصين خطوة مهمة في دفع مسار الشراكة بين البلدين، وإن المباحثات كانت بنّاءة وفتحت آفاقًا واسعة لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا.
وأضاف الشيباني، “نقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية الثابتة في دعم وحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها”.
إضافة إلى ملف “الإيغور”.. ماذا تريد الصين في سوريا
موقف من سوريا بمجلس الأمن
امتنعت الصين عن التصويت على مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن لشطب اسم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من قوائم العقوبات، مبررة موقفها بعدم تلبية القرار للمبادئ والاعتبارات التي تراها ضرورية لتحقيق الاستقرار في سوريا ومكافحة الإرهاب.
وأوضح المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، فو جونغ، في كلمته أمام مجلس الأمن، في 6 من تشرين الثاني، أن موقف الصين من مسألة العقوبات كان “واضحًا منذ البداية”، وأن أي تعديل في نظام العقوبات يجب أن يأخذ في الاعتبار “الوضع الأمني في سوريا، ومكافحة الإرهاب، والتأثيرات المعقدة التي قد تنجم عن أي تغيير، فضلًا عن المصالح طويلة الأمد والاحتياجات الفعلية للشعب السوري”.
وأضاف جونغ أن مشروع القرار الأخير “لم يجسّد هذه المبادئ”، ما دفع الصين إلى الامتناع عن التصويت، رغم مشاركتها الفاعلة في المشاورات المتعلقة به، وتقديمها مع عدد من الدول الأعضاء “مقترحات بنّاءة” حول قضايا مكافحة الإرهاب والمقاتلين الأجانب.
وكان مصدر دبلوماسي قال لموقع “الجزيرة نت” القطري في 6 من تشرين الثاني، إن الصين قدمت تعديلات تقترح أيضًا ذكر المقاتلين الأجانب في نص مشروع القرار.
وقال المندوب الصيني إنه على سوريا الوفاء بالتزاماتها في إطار مكافحة الإرهاب، واتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي للأعمال الإرهابية وتهديد المقاتلين الأجانب، وبينهم عناصر “الحركة الإسلامية التركستانية الشرقية” (ETIM) الموجودون داخل الأراضي السورية، وهم من الغالبية الأويغورية الصينية.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
