18 نوفمبر 2025Last Update :
صدى الاعلام_في اعتراف نادر بالضعف البنيوي، أقرت لجنة مؤثرة بالكونجرس الأمريكي بأن الحكومة الفيدرالية غير مؤهلة حاليًا لمجاراة الصعود الصيني المتسارع، محذرةً من أن البيروقراطية المتشظية والصراعات الداخلية بين الأجهزة الحكومية تمنح بكين تفوقًا استراتيجيًا في المنافسة العالمية.
اعتراف رسمي بالفشل الحكومي
كشفت “لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين”، وهي هيئة برلمانية مستقلة يكلفها الكونجرس بمراقبة العلاقات الأمريكية الصينية وتقييم تأثيرها على الأمن القومي والاقتصاد، في تقريرها السنوي للكونجرس عن حقيقة مؤلمة، وهي أن النظام الحكومي الأمريكي بحالته الراهنة عاجز عن مواجهة التحدي الصيني بفعالية.
ووصف التقرير، بحسب ما نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، الوضع الحالي بأنه “نهجٌ مجزأ عبر وكالات متعددة يُخفِّف المساءلة ويُهدِر الأولويات”، مشددًا على أن الصين تستغل هذا الضعف بشكل منهجي ومستمر للالتفاف حول القيود والعقوبات الأمريكية.
أصدرت اللجنة 28 توصية شملت قضايا حيوية من سلاسل إمدادات التكنولوجيا الحيوية إلى الدفاع عن تايوان، لكن جوهر التقرير تمحور حول فكرة واحدة، وهي ضرورة إصلاح شامل للبنية الحكومية قبل فوات الأوان.
وأكد مايكل كويكن، عضو اللجنة، أن الحكومة الأمريكية تضم حاليًا “كيانات إقطاعية تتناحر حول مختلف العناصر التي تسيطر عليها”، مضيفًا بنبرة تحذيرية: “نحن نعلم أن هناك صراعًا دائمًا مع الصين، ونحتاج لإعادة التنظيم للتفكير في هذا بطريقة مدروسة”.
حل جذري
للخروج من هذا المأزق، اقترحت اللجنة حلاً جذريًا يتمثل في إنشاء هيئة حكومية موحدة تدمج أجزاءً من وزارات التجارة والخزانة والخارجية، بهدف إنهاء الحروب الداخلية وتحسين تنفيذ ومراقبة ضوابط التصدير وتعزيز سياسات العقوبات.
وشملت الكيانات المقترح دمجها كلًّا من: مكتب الصناعة والأمن بوزارة التجارة، ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة، ومكتب التعاون في مراقبة الصادرات بوزارة الخارجية.
يأتي هذا الاعتراف بالعجز الحكومي في وقت تتصاعد فيه المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وبكين في المجالات الاقتصادية والأمنية، رغم التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية قبل أسابيع لتخفيف التوترات التجارية.
إلا أن “فاينانشال تايمز” نقلت عن التقرير أن المشرعين الأمريكيين يظلون قلقين بشدة من مجموعة التهديدات الصينية المتزايدة.
فقدان السيطرة على التكنولوجيا الحساسة
في جانب آخر يكشف عمق الأزمة، طالبت اللجنة الكونجرس بتعزيز صلاحيات مكتب الصناعة والأمن بشكل عاجل لإدارة المنافسة مع الصين في التقنيات سريعة التطور مثل رقائق الذكاء الاصطناعي.
وأوصت بإجبار الشركات على استخدام تقنيات تتبّع متقدمة للرقائق الإلكترونية المصدَّرة، مع اشتراط أن تتيح الشركات المُصدِّرة للرقائق المتطورة استخدامها فقط من خلال خدمات الإنترنت السحابية بدلاً من تسليمها فعليًا للعملاء، وذلك في محاولة لإحكام الرقابة على هذه التقنيات الحساسة ومنع استخدامها في أغراض تهدد الأمن القومي الأمريكي.
عجز عسكري في مواجهة الطموحات الصينية
امتد الاعتراف بالعجز ليشمل الجانب العسكري أيضًا، إذ حثت اللجنة المشرعين على إلزام القيادة الهندو-باسيفيكية، المسؤولة عن القوات الأمريكية في المحيط الهادئ، بإثبات امتثالها لقانون العلاقات مع تايوان الذي يفرض على الجيش الحفاظ على القدرة لمقاومة أي استخدام للقوة ضد الجزيرة.
وعلّق راندي شريفر، نائب رئيس اللجنة، بقوله إن القيادة لم يُطلب منها أبدًا إثبات جاهزيتها لهذه المهمة الحيوية.
كما أوصى التقرير بزيادة تمويل قوة الفضاء الأمريكية بشكل عاجل لمواجهة التسارع الصيني الهائل في المجال الفضائي، داعيًا وزارة الدفاع إلى تعزيز قدرتها على “إجراء محاكاة الحروب الفضائية وتطوير نماذج واقعية للتهديدات المحتملة من الصين”، وفقًا لـ”فاينانشال تايمز”، في إشارة واضحة إلى أن واشنطن تدرك تأخرها في هذا المضمار الاستراتيجي.
