زيارة "الأمير المتهور" لواشنطن تُربك "شيطان العرب" ؟!
زيارة “الأمير المتهور” لواشنطن تُربك “شيطان العرب” ؟!

زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن أربكت حسابات محمد بن زايد تمامًا، وخلطت أوراق النفوذ في قصور أبوظبي بطريقة لم يعد ممكنًا إخفاؤها. فابن زايد يعرف جيدًا أن استقبال واشنطن لابن سلمان ليس مجاملة دبلوماسية، بل إعادة رسم لخريطة القوة في المنطقة، وكل خطوة يقترب فيها ولي العهد السعودي من البيت الأبيض تعني ابتعاد نفوذ الإمارات عن مركز القرار.

ابن سلمان يدخل واشنطن بطموح بناء شراكات استراتيجية وقدرة على التأثير الإقليمي—طموح لا تستطيع الإمارات مجاراته مهما بالغت في تضخيم صورتها. فابن زايد بنى نفوذه على التدخلات والفراغات: مليشيات في اليمن، وكلاء في ليبيا، ودعم مجموعات مسلحة في السودان، وهو نموذج تحوّل مع الوقت إلى عبء سياسي وأمني حتى على واشنطن نفسها.

في المقابل، ترى الولايات المتحدة في السعودية شريكًا أكثر وزنًا واستقرارًا، وقادرًا على تجنّب الأزمات التي خلّفتها مغامرات أبوظبي. ومع اقتراب الرياض من مسار التطبيع، ترتفع المنافسة مع الإمارات على نيل رضا ترامب والفوز بمكان أقرب إلى دوائر التأثير الأمريكي، في سباق لا تخفيه العواصم ولا دهاليز السياسة.

اليوم تكشف التطورات أن كل محاولات أبوظبي لبناء نفوذ يفوق حجمها الطبيعي لم تمنحها أفضلية حقيقية داخل واشنطن. ومع زيارة ابن سلمان بكل رسائلها، تدخل المنطقة مرحلة جديدة لم تعد فيها العواصم قادرة على قراءة المزاج الأمريكي بسهولة، ولا التنبؤ بمن سيحمل مفاتيح الملفات الكبرى في السنوات المقبلة.

شاركها.