19 نوفمبر 2025Last Update :
صدى الاعلام_في الأيام الأخيرة، غمرت العواصف ومياه الأمطار الغزيرة سكان قطاع غزة، الذين يستقرون في مخيمات من الخيام الهشة على شاطئ البحر، ما أدى إلى تدمير بعض المخيمات، وإغراق الأغطية والأشياء القليلة التي يستعين بها الغزيون للبقاء، وهو ما يجلب بؤسًا جديدًا حتى بعد وقف إطلاق النار.
ونقل تقرير لـ”رويترز” عن السلطات في قطاع غزة، تقديرات الخسائر الناجمة عن الطقس العاصف بنحو 4.5 مليون دولار، بما في ذلك 22 ألف خيمة وأطعمة وأدوية فسدت وأضرار في البنية التحتية، في حين تقول جماعات الإغاثة المحلية إن هناك حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، أن الفيضانات دمّرت أكثر من 22 ألف خيمة، إضافة إلى الأغطية البلاستيكية والفرش وأدوات الطهي، بقيمة تجاوزت مليوني دولار، مضيفًا أن ملاجئ الطوارئ انهارت أيضًا في بعض المناطق، ما أدى إلى تحول المخيمات إلى برك من الماء والطين.
أيضًا، لحقت أضرار باهظة بأنظمة المياه والصرف الصحي، بما في ذلك خطوط المياه المؤقتة وأماكن الصرف الصحي، فضلًا عن المنشآت الشمسية الصغيرة التي توفر كل الكهرباء التي يعتمد عليها سكان غزة تقريبًا.
الهرب من الماء
تنقل “رويترز” عن أبو محمد القرا، أحد سكان القطاع المتضررين، وصفه المطر والبرد بأنهما “مدمران”، حيث دخلت المياه إلى خيمة عائلته على الشاطئ على بُعد 20 مترًا فقط من الأمواج، ما أدى إلى غرق ممتلكاتهم وإجبارهم على قضاء ليلة في نقل أغراضهم بشكل محموم.
وقال: “لا يوجد دفء ولا أي شيء. لقد استيقظت منذ الخامسة صباحًا، والآن أنا في منزل جيراني لأنني أريد أن أستريح وأنسى البرد والأشياء التي نعاني منها”.
وانتهت عائلة القرا في منطقة المواصي في مخيم جنوب غزة في الربيع بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي، وفي نهاية المطاف، استقروا في مكان قريب من البحر، محميين من الأمواج العاتية بواسطة جدار رملي صغير فقط قامت العائلات التي تعيش في تلك المنطقة بصيانته.
ونقل تقرير “رويترز” عن أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية التي تتواصل مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الدولية، قوله إن 1.5 مليون شخص في القطاع يحتاجون إلى خيام جديدة. مضيفًا أن “الخيام الموجودة في غزة أصبحت مهترئة ولن تحمي الناس من الأمطار”.
وأشارت الوكالة إلى أنه “حتى في عمق غزة، تسببت الأمطار الغزيرة في مشكلات كبيرة. فمعظم القاطنين في الخيام يفتقرون إلى مراحيض أو مرافق صرف صحي مناسبة، ويعتمدون على حفر امتصاصية صغيرة محفورة بالقرب من خيامهم، التي تفيض عند هطول الأمطار الغزيرة”.
أيضًا، يعيش معظم الناس بالقرب من أكوام القمامة غير المنظمة لأن مكبات النفايات والمرافق الأخرى لا يمكن الوصول إليها أو مدمرة.
تدهور حاد
أمس الثلاثاء، صرّح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، بأن الوضع في غزة تدهور بشكل حاد بعد أن غمرت مياه الأمطار المخيمات، وأضاف أن فرق الإغاثة توزع الخيام والأغطية البلاستيكية وغيرها من الإمدادات الأساسية، بينما تُقيّم حجم الأضرار.
وحذّرت المستشفيات المتبقية القليلة العاملة في قطاع غزة، التي تعاني بالفعل من الضغط الشديد، مرارًا وتكرارًا، من أنها تتعامل مع معدلات متزايدة من أمراض المعدة والأمراض الجلدية بسبب الظروف المزدحمة وغير الصحية التي تفاقمت بسبب سوء التغذية على نطاق واسع ما أدى إلى إضعاف أجهزة المناعة لدى الفلسطينيين.
وفق التقرير، امتلأت البرك الكبيرة التي كانت تستخدم لتخزين مياه الأمطار قبل الحرب بمياه الصرف الصحي “ومع تحطم الأنابيب وأنظمة الضخ أو إتلافها، فإنها معرّضة لخطر الفيضانات إلى المناطق المزدحمة المحيطة بالخيام”.
