اعتبرت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن التعاون التجاري بين الصين واليابان، تلقّى “ضربة كبيرة”، مع تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، على خلفية التصريحات التي أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن تايوان.

وتوعدت وزارة التجارة الصينية، بـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة”، إذا أصرت اليابان على المضي فيما وصفته بـ”الطريق الخاطئ”.

وتدهورت العلاقات بين الجارتين بعدما أصبحت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، أول رئيس للوزراء في اليابان منذ عقود، يربط علناً بين أزمة محتملة في مضيق تايوان واحتمال نشر قوات يابانية. 

وقالت تاكايتشي هذا الشهر، إن أي هجوم صيني على تايوان يعتبر “تهديداً وجودياً لليابان”، ما قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.

وردّت بكين بإجراءات حازمة تضمنت “تحذيرات سفر” و”تهديدات اقتصادية”، وتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، فيما يزداد القلق من تأثيرات محتملة على التجارة والسياحة بين البلدين، مع إصرار الصين على مطالبة تاكايتشي بالتراجع عن تصريحاتها، خاصة بعد فشل أولى جولات المحادثات الدبلوماسية الرامية للتهدئة بين الجانبين.

تصاعد التوتر

وتشير التفاعلات الحادة بين الطرفين، إلى أن الخلاف لا يُظهر أي بوادر للانفراج. فقد حذّرت بكين مواطنيها من السفر إلى اليابان، وهي خطوة دفعت وكالتين سفريتين مملوكتين للدولة إلى إلغاء رحلات جماعية كانت مقررة منذ أشهر، بحسب مصادر مطلعة.

وقد أدّى التحذير إلى عمليات بيع مكثّفة في أسهم كبرى شركات السياحة والتجزئة اليابانية، قبل أن تستعيد جزءاً من خسائرها، وفق “بلومبرغ”.

كما أبلغت الصين اليابان بتعليق واردات المأكولات البحرية اليابانية، وذلك بعد أقل من خمسة أشهر من إعلان بكين رفع حظر سابق.

ونصحت شركات صينية مملوكة للدولة، موظفيها بتجنب السفر إلى اليابان، فيما أرسلت مجموعات استثمارية وبنوك ووسطاء ماليون رسائل تحذيرية لموظفيهم هذا الأسبوع، وفق “بلومبرغ”.

وقال ليو جينسونج، مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية الصينية، إنه “غير راضٍ” عن نتائج اجتماعه مع  المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية بوزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، الثلاثاء.

وأثارت جوانب بروتوكولية في الاجتماع، الانتباه كذلك. فقد نقلت وسائل إعلام صينية حكومية عن محللين قولهم، إن رتبة كاناي المتوسطة تعكس عدم جدية اليابان في إنهاء الخلاف، كما أثارت ملابس ليو جدلاً حول ما إذا كانت تحمل رسالة رمزية.

وذكر حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تابع لهيئة الإذاعة الصينية، أن البدلة التقليدية التي ارتداها ليو تشبه تلك التي ارتداها الطلبة المحتجون خلال حركة الرابع من مايو في عام 1919، وهو انتفاضة تاريخية قادها الشباب للاحتجاج على نقل أراضٍ صينية إلى اليابان، وأسهمت في إطلاق مقاطعة للبضائع اليابانية.

“قضايا التجسس” سلاح جديد

وقالت أرفع هيئة لمكافحة التجسس في الصين، إنها كشفت عدة قضايا تتعلق بالتسلل والتجسس، تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية خلال السنوات الأخيرة، متعهّدة بتكثيف العمل الاستخباراتي المضاد وسط توترات دبلوماسية متصاعدة بين بكين وطوكيو، على خلفية تصريحات تاكايتشي.

وذكرت وزارة أمن الدولة الصينية، الأربعاء، في مقال نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها “كشفت سلسلة من قضايا التجسس التي تورّطت فيها وكالات استخبارات يابانية قامت بالتسلل وسرقة أسرار من الصين”، مضيفة أن ذلك “حافظ بفاعلية على أمن أسرار البلاد الجوهرية”.

وتعهّدت الوزارة بأن ضباط أمن الدولة “سيقضون بحزم على أي مخططات خبيثة ترمي إلى تقسيم البلاد تحت غطاء العمل الاستخباراتي”، وأنهم سيعارضون “أي أعمال دنيئة تقوم بها دول أجنبية تهدف إلى زعزعة السلام والاستقرار الإقليمي”، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

شاركها.