تستعد العاصمة السورية دمشق، يوم غد الجمعة، لاستقبال واحد من أبرز الأحداث التقنية والاقتصادية في المنطقة، مع انطلاق فعاليات الملتقى السوري الأردني للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يأتي ثمرة جهود دبلوماسية رقمية نشطة بين البلدين، وبداية مرحلة جديدة من الشراكات الإقليمية الهادفة إلى تعزيز التنمية الرقمية ودعم التحول التقني.
ويعكس الحدث إرادة سياسية واقتصادية متبادلة لفتح صفحة تعاون أكثر عمقًا، وتأسيس شراكة إستراتيجية ترتكز على الابتكار، وتستهدف تطوير قطاع التكنولوجيا في البلدين وفي المنطقة عمومًا.
استقبال حافل وتطلعات طموحة:
عبر معالي وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، عبد السلام هيكل، عن اعتزازه باستقبال معالي وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، والوفد المرافق. في منشور رسمي عبر منصة إكس.
وأكد هيكل أن الملتقى ليس فعالية بروتوكولية فحسب، بل محطة عملية لإطلاق شراكات تقنية حقيقية بين الشركات ورواد الأعمال في البلدين، مشيرًا إلى تطلعات واسعة تتجاوز حدود الحدث نحو فتح آفاق جديدة للاستثمار والابتكار.
ووصف الوزير التعاون الرقمي بين سوريَة والأردن بأنه رافعة حقيقية للأولويات الوطنية، ومحرك يعمّق علاقات البلدين ويدعم مسيرة التنمية الرقمية في المنطقة.
يسعدنا ويشرفنا أن نستقبل في دمشق أخي العزيز الوزير سامي سميرات والوفد الكريم من قطاع التكنولوجيا في الأردن الشقيق.
نريد للملتقى السوري الأردني أن يكون محطة عملية لإطلاق الشراكات بين الشركات التقنية ورواد الأعمال في بلدينا، وأن يفتح آفاق أوسع للاستثمار والابتكار بما يخدم… https://t.co/ussFNS6s1u
— عبدالسلام هيكل Abdulsalam Haykal (@amhaykal) November 20, 2025
استكمال لمسيرة التعاون:
من جانبه، أوضح معالي وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، أن زيارته إلى دمشق تأتي في إطار استكمال مسيرة التعاون التي بدأت خلال الزيارة السابقة للوزير هيكل إلى المملكة الأردنية.
وأشار الوزير سميرات في تدوينة له عبر منصه إكس إلى أن تلك الزيارة شهدت “مناقشة ملفات مهمة في التحول الرقمي، وتوسيع إطار العمل المشترك، ووضع أسس عملية لتعزيز التعاون المؤسسي بين الجانبين”.
وأكد أن الملتقى الأردني السوري، الذي ينطلق بتنظيم مشترك بين الوزارتين وبالتعاون مع جمعية “إنتاج”، وبالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض “سيريا هايتك”، يمثل ترجمة فعلية للاجتماعات التنسيقية التي تعقد في إطار “مجلس التنسيق الأعلى الأردني–السوري”، مما يضفي على الحدث طابعًا مؤسسيًا مستدامًا.
أتوجه إلى العاصمة السورية الشقيقة دمشق حيث ألتقي وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبدالسلام هيكل، وعدد من المسؤولين لبحث آفاق تعزيز التعاون في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير المشاريع المشتركة بين البلدين.
ويأتي هذا اللقاء استكمالًا للزيارة التي قام بها الوزير… pic.twitter.com/4IGrSirKkx
— Sami Smeirat (@SamiSmeirat) November 20, 2025
مشاركة واسعة:
يتميز معرض (سيريا هايتك) بحجم المشاركة الكبيرة، التي تعكس الجدية والاهتمام من الجانبين، إذ يضم الوفد الأردني ممثلين عن القطاعين العام والخاص، بمشاركة لافتة لأكثر من 80 شركة أردنية رائدة في مجالات الاتصالات، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، وحلول الدفع الإلكتروني، وريادة الأعمال.
وفي المقابل، توجد 75 شركة سورية في إطار مشاركة عربية ودولية كبيرة تتجاوز 250 شركة في فعاليات معرض (سيريا هايتك).
وهذا الحضور الكثيف يصنع بيئة خصبة للتواصل المباشر، وتبادل الخبرات، وعقد الصفقات التجارية والاستثمارية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات الأردنية في السوق السورية، والعكس صحيح، في سيناريو مربح للجميع.
وقد انطلقت فعاليات الدورة الحادية عشرة من معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، (سيريا هايتك)، اليوم في أرض مدينة المعارض بريف دمشق.
وفي هذا السياق أوضح، مدير التسويق الدولي للمعرض همام دعبول، في وقت سابق لوكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، أن المعرض الذي يقام بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، يسهم في تسريع مسيرة التحول الرقمي في سوريَة، ويعزز تبادل الخبرات، وفتح آفاق واسعة للتطوير والابتكار في القطاع التقني، كما يتيح عرض التقنيات الناشئة وتعزيز الشراكات الاستثمارية، إلى جانب استقطاب الشباب والطلاب المهتمين بأحدث التطورات في مجالات الهواتف الذكية وصناعة البرمجيات والتجهيزات والتكنولوجيا.
وبين دعبول أن المعرض يستقبل وفودًا رسمية عربية ودولية كانت قد أكدت مشاركتها واهتمامها بالسوق السورية. ويحمل معرض سيريا هايتك هذا العام – وفق دعبول – هوية بصرية جديدة تعبّر عن رؤية سوريَة الجديدة نحو بناء مستقبل رقمي حديث، وبيئة جاذبة للابتكار والاستثمار التقني.
وتستمر فعاليات المعرض الذي يتوزع على نحو 250 جناحًا حتى الـ 24 من الشهر الجاري، وتبدأ أوقات الزيارة فيه من الثانية ظهرًا حتى الثامنة مساء بتوقيت دمشق.
