قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن روسيا والصين أجرتا محادثات في العاصمة موسكو، هذا الأسبوع، بشأن الدفاع الصاروخي والاستقرار الاستراتيجي، واتفقتا على تعزيز التعاون في هذين المجالين.
وأضافت الوزارة، في بيان: “جرت مناقشة متعمقة للقضايا المذكورة، بما في ذلك تحليل مشترك للعوامل المزعزعة للاستقرار ذات الصلة التي تخلق مخاطر استراتيجية على الأمن العالمي والإقليمي، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول سبل الحد منها”.
وأعرب الطرفان عن “ارتياحهما المتبادل لمستوى وجودة الحوار والتفاعل الثنائي في هذه المجالات”، وأكدا “التزامهما بمواصلة تعزيزهما”، بحسب البيان الروسي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، عقد محادثات مع نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصيني، الفريق أول تشانج يوشيا، خلال زيارة الوفد الصيني لموسكو.
آفاق جديدة للتعاون الدفاعي
وأعرب وزير الدفاع الروسي عن أمل بلاده في “رسم آفاق جديدة للتعاون الدفاعي مع الصين”، لافتاً إلى أن “علاقات الصداقة القائمة على الثقة بين قادة البلدين تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز العلاقات الروسية الصينية”.
وقال بيلوسوف، حسبما نقلت عنه وزارة الدفاع الروسية، إن “التعاون العسكري بين روسيا والصين، يقوم على الثقة المتبادلة، وفهم مصالح كلا البلدين”.
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو قال خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الصيني وانج يي في العاصمة بكين في 12 نوفمبر الجاري، إن العلاقات الثنائية بين روسيا والصين “إحدى ركائز السياسة والأمن العالميين، وأحد عوامل الاستقرار العالمي”.
وأعرب شويجو عن ثقة بلاده بأن “التعاون بهذا الشكل سيقدم مساهمة مهمة في تطوير العلاقات الروسية-الصينية”.
شراكة استراتيجية
انطلقت العلاقات الروسية-الصينية في المجال الدفاعي عبر “معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون” الموقعة عام 2001، التي تنص على دعم متبادل لوحدة وسيادة كلٍ من روسيا والصين، بما في ذلك القضايا الأمنية الحساسة والحدود الإقليمية، وهو ما فتح الباب لتعاون عسكري وأمني أعمق بين الجانبين.
لاحقاً، رُفع مستوى العلاقة إلى “شراكة تنسيق استراتيجي شاملة لعصر جديد”، كما جاء في البيان المشترك الصادر في عام 2022، حيث أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج أن نمط العلاقات بين البلدين “أعلى من التحالفات السياسية-العسكرية في حقبة الحرب الباردة”، وهو توصيف يقدم التعاون الدفاعي بينهما باعتباره شراكة طويلة الأمد تتجاوز فكرة التحالف التقليدي.
وتصف وزارة الخارجية الصينية العلاقات مع روسيا بأنها “شراكة تنسيق استراتيجي” من نوع جديد غير موجهة ضد طرف ثالث، مع التأكيد على أن هذا الإطار يوفر الأساس لتعاون واسع في المجالات الدفاعية والأمنية على قاعدة المساواة والمنفعة المتبادلة.
كما تؤكد المتحدثة باسم الخارجية الصينية في مؤتمراتها الدورية استعداد بكين لـ”تعميق الثقة السياسية، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وتوسيع التعاون العملي” مع موسكو، في إشارة متكررة إلى مجالات الأمن والدفاع وحماية “المصالح المشروعة للبلدين”.
وفي السنوات الأخيرة، أعادت البيانات المشتركة في 2024 و2025 التأكيد على أن الشراكة الشاملة في “العصر الجديد” تشمل تعاوناً في قضايا الأمن الاستراتيجي، ومعارضة “الهيمنة”، و”العقوبات الأحادية”، و”استخدام الفضاء، والفضاء السيبراني لأغراض عسكرية هجومية”.
