قال حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، إن المصرف أرسل، الخميس، أول رسالة “سويفت” إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
وفي تصريحات لوكالة “رويترز”، أضاف حصرية: “أرسلنا (رسالة) تحية إلى جميع البنوك الدولية المراسلة.. وبدأنا بالاحتياطي الفيدرالي.. نقول لهم إننا عدنا إلى النظام المالي الدولي، ونتطلع إلى علاقات تجارية طويلة الأمد”.
وتحتاج سوريا إلى إجراء تحويلات مع المؤسسات المالية الغربية من أجل إدخال مبالغ ضخمة لإعادة الإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد الذي دمرته الحرب.
دعم دولي للحكومة الجديدة
وكانت سوريا فُصلت عن الأسواق العالمية منذ عام 2011، عندما بدأ النظام السابق في استهداف الاحتجاجات، ما أشعل فتيل حرب أهلية، وعندما أُطيح بنظام بشار الأسد، ديسمبر الماضي، كان الاقتصاد السوري في حالة انهيار تام.
واستفاد الرئيس السوري أحمد الشرع الذي رفعت وزارة الخزانة الأميركية اسمه من قائمة العقوبات في وقت سابق هذا الشهر، من الزخم الدولي نحو سوريا، وتمكن من كسب دعم واسع النطاق لحكومته الناشئة من قبل العديد من القوى الدولية التي تقول إنها حريصة على استقرار البلاد، والتقى الشرع الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم 10 نوفمبر في واشنطن، في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض.
سوريا.. تاريخ مع العقوبات
في منتصف مايو الماضي، وخلال زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، فجّر ترمب مفاجأة بالإعلان عن عزم بلاده رفع العقوبات المفروضة على سوريا، استجابة لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان لسوريا سجل طويل مع العقوبات الأميركية يمتد لأكثر من 45 عاماً مضت، تنوعت بين أوامر تنفيذية صادرة عن البيت الأبيض وتشريعات أقرّها الكونجرس، بدأت عام 1979، بإدراج دمشق على لائحة “الدول الراعية للإرهاب”.
كما شملت إجراءات واشنطن عقوبات اقتصادية بموجب “قانون محاسبة سوريا وحماية سيادة لبنان”، الذي شرّعه الكونجرس في عام 2003، قبل أن تدخل العقوبات أكثر مراحلها زخماً في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية، بتشريع “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين”، والذي ضم أشد حزمة عقوبات أميركية صارمة ضد دمشق.
ما هو نظام “سويفت”
“سويفت” هي اختصار لكلمة Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication، والتي تعني “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، ومقرها بلجيكا، وتقوم بإدارة طلبات الدفع والمراسلات بين أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في جميع أنحاء العالم.
والنظام الذي أسسته مجموعة من البنوك الرائدة عالمياً في عام 1973، يهدف إلى خلق وسيط جديد لتبادل الرسائل وتسهيل التواصل بين بنوك العالم.
و”سويفت” جاء بديلاً لنظام “التلكس” لإرسال واستقبال الرسائل النصية بين الدول، إذ لا يحتفظ هذا النظام بالأموال ولا يحولها، بل يسهل عملية إبلاغ البنوك بالتبادلات المالية.
ويقع مقر “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك” في بلجيكا، ويديرها مجلس إدارة يتألف من 25 شخصاً، وتصف نفسها بأنها “أداة محايدة”، تأسست بموجب القانون البلجيكي، ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.
وبحسب ما تقول الجمعية على موقعها الرسمي، فإن شبكتها تنقل ما يعادل 42 مليون رسالة في اليوم، وتربط بين أكثر من 11 ألف مؤسسة من 210 دولة حول العالم، في حين تستمد ثقلها من بنوك ست تشمل البنك الفيدرالي الأميركي، والمركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا، والبنك الياباني، والبنك السويسري، إلى جانب البنك الكندي.
