أقرّ قيادي بارز في تجمع قوى تحرير السودان الذي يتزعمه الطاهر أبوبكر حجر، بمشاركة قوات التجمع في القتال الدائر بمدينة الفاشر إلى جانب قوات الدعم السريع، في خطوة تُعدّ تحولًا واضحًا بعد أشهر من إعلان القوة المشتركة للحركات المسلحة الحياد وتأكيد قادتها الابتعاد عن الصراع.

تحول في الموقف بعد إعلان سابق بالحياد

وكانت القوة المشتركة قد أعلنت في نوفمبر 2023 إنهاء حيادها والانضمام للجيش، رغم تصريحات سابقة من الطاهر حجر والهادي إدريس وسليمان صندل شددوا فيها على الالتزام بعدم الانحياز. إلا أن المستجدات الميدانية دفعت بعض الفصائل، وبينها تجمع قوى تحرير السودان، إلى تغيير موقفها.

تبريرات المشاركة وخسائر ثقيلة

وفي لقاء جماهيري بشمال كتم، كشف اللواء أحمد عبدالله بشر أبو تنقا، قائد أركان التجمع، أن مشاركة قواتهم جاءت “من أجل العدالة والمساواة”، رغم حجم الخسائر التي تكبدتها قواتهم خلال عامين من القتال في الفاشر. وأوضح أن استمرار الحياد “كان سيحافظ على مدينة الفاشر ودارفور من الدمار”، في إشارة إلى حجم الدمار الواسع الذي تشهده المنطقة جراء المعارك.

اتهامات للمؤتمر الوطني بتأجيج الفساد والسيطرة على الدولة

واتهم أبو تنقا حزب المؤتمر الوطني السابق بـ”التحكم في مؤسسات الدولة واختيار قادة الفرق العسكرية والولاة”، إضافة إلى السيطرة على الموارد الزراعية والحيوانية دون تقديم خدمات حقيقية للمواطنين، مؤكدًا أن أحد أهداف مشاركتهم في القتال هو “تفكيك نفوذ المؤتمر الوطني”.

تفاعل أهلي يوسع دائرة النقاش حول دور الحركات المسلحة

وحضر اللقاء عدد من زعماء الإدارة الأهلية لقبيلة الزغاوة في مناطق أنكا ودونكي بعاشيم وأم مراحيك وبريدك، ما يعكس اتساع النقاش المجتمعي حول دور الحركات المسلحة في الصراع ومستقبل القوة المشتركة في ظل تغير مواقفها بين الحياد والانخراط في القتال.

تعيش دارفور إحدى أعنف مراحل الصراع في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.

 وتعد الفاشر مركزًا حيويًا للنزاع، حيث شهدت معارك متواصلة ألحقت دمارًا كبيرًا بالبنى التحتية وأدت إلى موجات نزوح واسعة.
وتُمثل القوة المشتركة للحركات المسلحة أحد أبرز مخرجات اتفاق جوبا للسلام، وكان يُعول على حيادها لإحداث توازن ميداني، إلا أن انقسام مواقف قادتها وتحول بعض فصائلها إلى القتال أعاد خلط الأوراق في المشهد العسكري والسياسي بدارفور.

شاركها.