
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مجموعة S Group الفنلندية—أكبر سلسلة متاجر بقالة في البلاد—وقف بيع جميع البضائع الإسرائيلية، في قرار يتجاوز مجرد كونه إجراءً تجاريًا ليحمل رسالة سياسية وأخلاقية حادة: الحقوق لا تُباع، والانتهاكات لا تمر مرور الكرام. القرار الذي اتُّخذ في سبتمبر الماضي جاء متناغمًا مع مقترح الاتحاد الأوروبي بتعليق الامتيازات التجارية الممنوحة لإسرائيل.
وأوضحت الشركة أنها تتابع التطورات بدقة ومستعدة لإعادة النظر إذا ظهرت خطوات إيجابية حقيقية، في موقف يعكس مسؤولية أخلاقية نادرة في عالم تحكمه المصالح. وبموجب هذا التوجّه، تفقد الواردات الإسرائيلية وضعها التفضيلي داخل الاتحاد الأوروبي، لتخضع لرسوم جمركية أعلى، وهو ما يرفع كلفة المنتجات الزراعية والغذائية القادمة من إسرائيل.
الخطوة تمثل ضغطًا اقتصاديًا مباشرًا على تل أبيب، خصوصًا أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لها. التأثير المالي المرتقب يُعد رسالة واضحة بأن الأسواق الكبرى لم تعد مستعدة لغضّ الطرف عن ممارسات الاحتلال، وأن التجارة يمكن أن تتحول إلى أداة مساءلة لا تقل قوة عن السياسة والدبلوماسية.
قرار المجموعة الفنلندية يضع معيارًا أخلاقيًا جديدًا أمام الشركات والمستهلكين حول العالم: لا تجارة بلا عدالة، ولا أرباح على حساب الإنسانية. كما يحرج دولًا عربية هرولت لدعم اقتصاد الاحتلال وما زالت تمرّر منتجاته دون تردد، بينما أوروبا—أكبر سوق داعم—بدأت ترفع الكلفة عليه وتستخدم الاقتصاد كورقة ضغط في مواجهة الانتهاكات.
