أصدرت المحكمة الجنائية المركزية في لندن، الجمعة، حكماً بالسجن 10 سنوات بحق ناثان جيل، السياسي البريطاني اليميني المتشدد، والحليف السابق لزعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، وذلك بتهمة قبول رشاوى مقابل الإدلاء بتصريحات مؤيدة لروسيا في البرلمان الأوروبي، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.
وأقر جيل، البالغ من العمر 52 عاماً، في وقت سابق من هذا العام بـ 8 تهم رشوة بين ديسمبر 2018 ويوليو 2019، وقدّرت الشرطة أن الزعيم السابق لحزب الإصلاح في ويلز قد تلقى رشاوى بقيمة حوالي 40 ألف جنيه إسترليني (53 ألف دولار).
وقال ممثلو الادعاء إن جيل، وهو عضو في الهيئة التشريعية بالاتحاد الأوروبي حتى خروج المملكة المتحدة من التكتل في أوائل عام 2020، مكلف من قبل السياسي الأوكراني السابق المؤيد لروسيا أوليج فولوشين بالإدلاء بتصريحات مؤيدة لروسيا حول الأحداث في أوكرانيا في البرلمان الأوروبي، وفي مقالات رأي لوسائل الإعلام.
“حرب أوكرانيا”
وشنّت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، بعد أن ضمّت أجزاءً من البلاد، إذ تعد المملكة المتحدة من أشدّ الداعمين لأوكرانيا منذ تعرضها للغزو.
وقالت القاضية بوبي تشيما في حكمها الذي أصدرته المحكمة الجنائية المركزية في لندن، والمعروفة باسم “أولد بيلي” إن “جيل سمح للمال بإفساد بوصلته الأخلاقية عندما كان من واجبه كمسؤول منتخب أن يتحدث بصدق وإقناع”.
وأضافت: “عندما تقول مقابل ما دفعه لك شخص ما، فأنت لا تتحدث بصدق”.
وفي سبتمبر 2021، تم إيقاف جيل في مطار مانشستر أثناء محاولته السفر إلى روسيا، وتم توجيه الاتهام إليه في فبراير من هذا العام بعد تحقيق.
وفُحص هاتفه المحمول، وعُثر على رسائل بينه وبين فولوشين، البالغ من العمر 44 عاماً، تتضمن إشارات مشفرة إلى تعاملاتهما المالية.
وأشارت الرسائل أيضاً إلى أن جيل استُخدم لتشجيع أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي على دعم موقف روسيا بشأن أوكرانيا.
وقال المدعي العام مارك هيوود إن “الاتصالات بين الرجلين أظهرت وجود علاقة قائمة بينهما”.
“عضوية سابقة في البرلمان الأوروبي”
وانتُخب جيل لعضوية البرلمان الأوروبي لأول مرة عام 2014 عن حزب استقلال المملكة المتحدة المناهض للاتحاد الأوروبي، والذي كان يقوده آنذاك فاراج، ثم مثّل حزب “بريكست”، الحزب التالي الذي قاده فاراج، وظلّ في المجلس التشريعي حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020.
وكان زعيماً للفرع الويلزي لخليفة حزب الخروج البريطاني، حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، خلال انتخابات عام 2021 في ويلز، لكنه لم يعد عضواً في الحزب، الذي يتصدر استطلاعات الرأي في بريطانيا.
وأثار الحكم على جيل دعوات لإجراء تحقيقات في التدخل الروسي في السياسة البريطانية وأي روابط أخرى، إن وجدت، مع حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، الذي اتخذ باستمرار موقفاً أقل عدائية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقارنة بالأحزاب الأخرى.
وقال زعيم حزب “الديمقراطيين الأحرار” البريطاني إد دايفي: “كان هناك خائنٌ على رأس حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، يُساعد ويُحرض عدواً أجنبياً”.
وأضاف: “نايجل فاراج نفسه تقاضى سابقاً أجراً ليظهر على قناة روسيا اليوم، وقال إنه الزعيم العالمي الذي يُعجب به أكثر من غيره.. علينا جميعاً أن نتساءل: أين تكمن ولاءاته حقاً؟ نحن بحاجة إلى تحقيق شامل في التدخل الروسي في شؤوننا السياسية”.
