معين درويش عُمان

تتشابه شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في الكثير من السمات التي تجعلها أقرب إلى بعضها أكثر من أي مناطق أخرى في العالم. فالثقافة واحدة، والكرم واحد، والشهامة واحدة، والدين واحد. وهذه المشتركات لا تجمعنا فقط، بل تجعلنا عائلة واحدة متحابة ومتقاربة، كالجسد الواحد الذي تتعاضد أعضاؤه.

ومع ذلك، فإن الاختلافات البسيطة بيننا تماماً، كالاختلاف اللطيف في الأسرة تحت سقف واحد هي التي تضفي نكهة خاصة، وتمنح العلاقة روحها الحقيقية. اختلافات تنعش العلاقة ولا تفرق، وتُضفي جمالاً يميز كل شعب عن الآخر، فالنسفة البحرينية والسعودية تختلف في تفاصيلها، لكن لا اختلاف في محبتنا. والكمّة العُمانية تميز أهلها كما تتميز كل بلاد بخيط صغير من هويتها. وعلى الرغم من هذا التنوع المتميز، يبقى هناك تقارب استثنائي بين الشعبين العماني والبحريني، ناهيك عن التقارب بين كافة شعوب دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء.

الأمر لا يقتصر على النظرة العامة للناس، بل يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية، فأسواق البحرين ومسقط تكاد تكون صورة واحدة تُعكس في مرآتين مختلفتين.. فسوقي المنامة ومطرح يشبهان بعضهما في الروح والحركة، في المحال القديمة، وفي الدروب الضيقة التي تفوح منها رائحة التاريخ. وحتى الحلوى «البحرينية والعُمانية» تمثل ذلك التنافس اللطيف.

وتتجلى الصفات المشتركة بشكل أوضح في التواضع ولين القلب وحسن النية. وحتى صفحات التاريخ الإسلامي تشهد على ذلك؛ فقد أسلم أهل البحرين وأهل عمان طواعية، من دون حروب أو قتال. وهذه الحقيقة ليست مجرد جملة تاريخية، بل انعكاس مباشر لأخلاق الشعوب المتجذرة في جذور الأرض والإنسان.

شاركها.