أجرت القوات الأميركية أكبر عرض للقوة حتى الآن قرب فنزويلا الخميس، وذلك قبيل الموعد النهائي الاثنين، الذي ستعلن فيه الولايات المتحدة عن تصنيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وحلفائه في الحكومة كأعضاء في “منظمة إرهابية أجنبية”، وهي كارتل “دي لوس سوليس” الذي تقول إن مادورو عضواً فيه.

وذكرت شبكة CNN أن تصنيف “كارتل دي لوس سوليس”، كمنظمة إرهابية أجنبية سيسمح للرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض عقوبات جديدة. ومع ذلك، فإن هذا التصنيف لا يجيز صراحة استخدام القوة القاتلة، وفقاً للخبراء القانونيين.

مع ذلك، أكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن التصنيف الإرهابي سيمنح الولايات المتحدة خيارات عسكرية موسعة لتنفيذ ضربات داخل فنزويلا.

وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث، الخميس، إن “هذا يمنح وزارتنا أدوات إضافية لتقديم خيارات للرئيس”.

وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تحشد أصولها العسكرية في المنطقة، ألمح ترمب إلى أنه قد يظل منفتحاً على حل دبلوماسي، رغم عدم وجود مؤشرات عامة حتى الآن على إحراز تقدم في تهدئة التوترات.

وفي أكبر عرض عسكري قرب فنزويلا منذ أن بدأت الولايات المتحدة التهديد بالتحرك العسكري، شوهدت الخميس، ست طائرات أميركية على الأقل قبالة ساحل فنزويلا على مدى عدة ساعات، بما في ذلك مقاتلة F/A-18E أسرع من الصوت، وقاذفة استراتيجية B-52، وطائرات استطلاع، وفق مراجعة CNN لبيانات الطيران مفتوحة المصدر.

ووصف بيان نشرته قيادة القوات الجوية الأميركية الجنوبية الجمعة التمرين بأنه “عرض هجوم بالقاذفات” يهدف لردع التهريب غير المشروع.

وحلقت F/A-18E انطلاقاً من حاملة الطائرات USS Gerald Ford، التي وصلت إلى منطقة البحر الكاريبي في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما شوهدت طائرة استطلاع RC-135 Rivet Joint، المجهزة بقدرات استخباراتية على الإشارات، تحلق في مسارات دائرية قرب الحدود الشرقية لفنزويلا.

وجاء استعراض القوة هذا قبل ساعات من تصريح ترمب لقناة Fox News الجمعة، بأنه سيتحدث إلى مادورو “في المستقبل القريب”.

وقال: “لا أستطيع أن أخبركم بما سأقوله له، لكن لدي شيء محدد جداً لأقوله”. وفي وقت سابق من الأسبوع، ألمح ترمب علناً إلى أنه منفتح على الحوار، رغم عدم وضوح موعد اتصال الزعيمين.

الحوار متوقف

وكان ريتشارد جرينيل، المبعوث الخاص لترمب، يقود الحوار مع نظام مادورو في وقت سابق من هذا العام، لكن البيت الأبيض أوقف تلك المناقشات الشهر الماضي، مع استمرار تراكم الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وفق مصدر.

ويزيد تصنيف “كارتل دي لوس سوليس” من الضغط على مادورو، الذي صنفته إدارة ترمب زعيماً لتلك المجموعة. ويعد هذا التصنيف أحد أقوى أدوات وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب.

ويُعدّ تقديم “دعم مادي أو موارد” لأي منظمة إرهابية أجنبية معلنة أمراً غير قانوني بالنسبة للأشخاص الأميركيين، كما يُمنع ممثلوها وأعضاؤها من دخول الولايات المتحدة.

وأبلغت إدارة ترمب الكونجرس في 16 نوفمبر، أنها ستطبق هذا التصنيف على كارتل دي لوس سوليس، مما أطلق عداً تنازلياً حتى الاثنين، لإمكانية اعتراض المشرعين، رغم أن الكونجرس لم يتخذ أي إجراء لعرقلة الخطوة.

ونفذت القوات الأميركية مهام تدريبية قرب فنزويلا جواً وبحراً لعدة أسابيع، مضيفةً ضغوطاً على مادورو. وبدأت هذه المهام في منتصف أكتوبر، ونفذتها كل من B-52 وقاذفات B-1 الثقيلة الأسرع من لصوت، مقتربة تدريجياً من الساحل الفنزويلي في كل مرة.

وتركزت التدريبات شمال كاراكاس وجزيرة مارجريتا، الجزيرة التي تدربت فيها القوات العسكرية الفنزويلية على العمليات البرمائية الشهر الماضي.

وقالت CNN إنه تم إبلاغ ترمب عدة مرات في نوفمبر، بالخيارات المتاحة لضرب منشآت عسكرية وحكومية فنزويلية مباشرة.

شاركها.