حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف حلف شمال الأطلسي “الناتو” سابقاً بـ”الميت دماغياً”، من اقتراب مجموعة العشرين G20 من نهايتها، بعد مقاطعة الولايات المتحدة لقمتها المنعقدة، السبت، بجوهانسبرج في جنوب إفريقيا، حسبما أفادت به “بلومبرغ”.
وفي عام 2019، أي قبل سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الإعلان عن “الموت الدماغي” لحلف الناتو فعلياً، إذ كافح التحالف العسكري لما بعد الحرب للارتقاء إلى مستوى الحدث.
ودعا ماكرون في الماضي، وسط سخرية البعض، إلى بناء “جيش أوروبي حقيقي” حتى قبل أن يصبح الخطر الوجودي الذي يُشكّله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القارة جلياً، لكن فرنسا واجهت أيضاً صعوبةً في مواءمة خطابها مع أفعالها بحسب “بلومبرغ”.
والآن، في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها جنوب إفريقيا وقاطعتها الولايات المتحدة، أقوى أعضائها، ارتدى ماكرون “قبعة كاساندرا” مرة أخرى، إذ يشير المصطلح إلى شخصٍ لا يُصدّق الآخرون تحذيراته أو مخاوفه الصائبة.
وقال ماكرون خلال كلمته الافتتاحية بالقمة في جوهانسبرج: “إن الاجتماع لأول مرة في القارة الإفريقية يمثل علامة فارقة مهمة في حياة مجموعة العشرين، لكن يجب علينا أيضاً أن ندرك أن مجموعة العشرين قد تصل إلى النهاية”.
وأضاف للتأكيد أن وجود الكتلة نفسه معرض للخطر، مستشهداً بغياب الولايات المتحدة عن الطاولة، وصعوبة حماية القانون الإنساني، وسيادة بعض الدول مثل أوكرانيا، كأدلة تتطلب إعادة مشاركة جماعية عاجلة.
وقال ماكرون في هذا الإطار: “نكافح من أجل التوصل إلى معيار مشترك للأزمات الجيوسياسية”.
ولا شك أن الرئيس الفرنسي يُفكّر ملياً في حياته السياسية، مع انتهاء ولايته الرئاسية عام 2027، وهو الآن أكثر رجال الدولة خبرةً في مجموعة الدول السبع، التي سيستضيفها العام المقبل، وكثيراً ما فكّر فلسفياً في زوال التعددية.
وكان الرئيس الفرنسي أعرب في تصريحات لـ”الشرق”، الجمعة، عن أسفه لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاطعة قمة مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن العالم يعاد تشكيله، مناشداً الولايات المتحدة بضرورة الانضمام خاصة وأنها الدولة المستضيفة للدورة المقبلة.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن “السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الدولية هو التعاون والعمل المشترك في مجالات مثل تغير المناخ، والاقتصاد، ومكافحة الفقر، وفي الشؤون الجيوسياسية”.
