قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إن إدارته تحاول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأن خطته للوصول إلى اتفاق “ليست العرض النهائي” لكييف، وذلك قبيل محادثات متوقعة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وقادة أوروبا.
وأضاف ترمب، للصحافيين، السبت: “يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى”. وأجاب بـ”لا” عندما سُئل عما إذا كان هذا عرضه النهائي لأوكرانيا.
ونقل موقع (أكسيوس) الإخباري، في وقت سابق السبت، إن الولايات المتحدة ستجري محادثات في جنيف مع أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي حول خطة ترمب.
وتنص الخطة المقترحة من الولايات المتحدة على تنازل أوكرانيا عن مناطق واسعة سيطرت عليها روسيا، وتحديد حجم قواتها المسلحة، وإجراء انتخابات خلال 100 يوماً، والتخلي عن أي أمل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، فضلاً عن الاعتراف بضم روسيا للقرم ولوغانسك ودونيتسك، ورفع العقوبات عن موسكو تدريجياً.
أوروبا تبحث الرد
وقال قادة أوروبيون وغربيون، السبت، إن خطة السلام الأميركية تمثل أساساً لمحادثات إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، لكنها تحتاج إلى “عمل إضافي”، وذلك في إطار الجهود الغربية للتوصل إلى اتفاق أفضل لكييف قبل الموعد النهائي يوم الخميس.
وخلال اجتماعهم على هامش قمة مجموعة العشرين، سارع القادة الأوروبيون والغربيون إلى صياغة رد منسق على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أوكرانيا قبول خطته للسلام مع روسيا، المكونة من 28 نقطة، بحلول يوم الخميس.
واتفق القادة على أن يجتمع مستشارو الأمن القومي من الترويكا الأوروبية، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف، الأحد، لإجراء مزيد من المناقشات. وذكرت مصادر دبلوماسية أن إيطاليا سترسل أيضاً مسؤولاً.
ووجهت عواصم أوروبية كثيرة انتقادات متفاوتة للخطة الأميركية، التي تؤيد المطالب الروسية الرئيسية، إذ حاول القادة الموازنة بين الإشادة بترمب لمحاولته إنهاء القتال وإدراكهم في الوقت نفسه أن بعض بنود اقتراحه غير مقبولة لكييف.
وقال قادة الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج “تتضمن المسودة الأولية للخطة المكونة من 28 نقطة عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم”.
وأوضحت الدول في بيان “نعتقد أن المسودة تمثل أساسا يتطلب عملا إضافياً”.
اعتراض في مجلس الشيوخ
وأصدر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جين شاهين (ديمقراطية – نيو هامبشاير)، وتوم تيليس (جمهوري – نورث كارولاينا)، وبيتر ويلش (ديمقراطي – فيرمونت)، وكريس كونز (ديمقراطي – ديلاوير)، وأنجوس كينج (أيرلندي – مين)، بياناً بشأن خطة السلام المعلنة بين روسيا وأوكرانيا.
وأعرب الأعضاء، في بيانهم، عن الشعور بقلق بالغ إزاء تفاصيل خطة السلام المعلنة.
وقالوا في البيان: “لأكثر من 10 سنوات، احتلت روسيا أراضي أوكرانية بشكل غير قانوني، ودافعت أوكرانيا عن نفسها بشجاعة ضد محاولاتها احتلالها الكامل لأوكرانيا لما يقرب من 4 سنوات.. لا أحد يريد سلاماً عادلاً ودائماً أكثر من الشعب الأوكراني”.
وأضافوا: “ومع ذلك، لن نحقق هذا السلام الدائم بتقديم تنازلات متتالية لبوتين، وإضعاف قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها بشكل قاتل، فالتاريخ يعلمنا أن بوتين لا يفهم إلا القوة، ولن يلتزم بأي اتفاق ما لم يكن مدعوماً بالقوة، ولذلك يجب أن نتشاور عن كثب مع شركائنا الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن مسار المضي قدماً”.
وجاء في البيان: “يجب أن نضغط بقوة على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ويجب أن نوضح للكرملين – وللمعتدين المحتملين في بكين – أن أميركا ستقف بثبات دفاعاً عن الحرية”.
