أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، عدداً من اللقاءات على هامش اجتماع قمة قادة دول مجموعة العشرين (G20) في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، التي يشارك فيها نيابةً عن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
واستعرض وزير الخارجية السعودي خلال لقائه مع نظيره المصري بدر عبد العاطي العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحثا التطورات الإقليمية والدولية وتداعياتها على أمن المنطقة، والجهود المشتركة حيالها، وفق بيان للخارجية السعودية.
فيما ذكرت الخارجية المصرية في بيان أن الوزيرين أكدا أهمية مواصلة العمل للانتهاء من الترتيبات الخاصة بعقد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى المصري–السعودي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان خلال الفترة المقبلة، بما يسهم في دفع مسار التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى آفاق أرحب.
كما تبادل الوزيران الرؤى إزاء عدد من الأوضاع الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة وأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير بشأن القطاع الفلسطيني والمضي في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.
وأكد عبد العاطي على ضرورة تمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها بما يرسخ وقف إطلاق النار ويضمن الأمن للشعب الفلسطيني داخل القطاع، كما استعرض الجهود المتواصلة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ للسلام، فضلاً عن التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.
وتناول اللقاء أيضاً تطورات الأوضاع في السودان، والتنسيق القائم في إطار الرباعية الدولية، حيث شدد الوزيران على ضرورة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية بما يحافظ على وحدة السودان وسيادته واستقراره، ويوقف معاناة الشعب السوداني.
كما أكد الوزيران دعمهما لمؤسسات الدولة الوطنية، وأهمية تنسيق الجهود العربية والإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة ككل.
من ناحية أخرى، تناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان، حيث أكد عبد العاطي أهمية الحفاظ على استقرار البلاد ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة تفادي أي خطوات من شأنها تصعيد الموقف أو تهديد أمن لبنان واستقراره.
وشدد الجانبان كذلك على دعم مؤسسات الدولة اللبنانية واحترام سيادتها، بما يضمن تجاوز المرحلة الراهنة والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة.
من جانبه، أعرب الأمير فيصل بن فرحان عن الشكر للدعم المصري المستمر للجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وأهمية التنسيق القائم بينهما لتحقيق مصالح الأمتين العربية والإسلامية.
والتقى الأمير فيصل بن فرحان كذلك بوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، على هامش القمة في جوهانسبرج، حيث استعرضا العلاقات بين البلدين، وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما تم بحث مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعياتها الأمنية والإنسانية والجهود المبذولة بشأنها.
كما التقى وزير الخارجية السعودي برئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، حيث استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبحثا عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
قمة قادة دول مجموعة العشرين
ونيابة عن ولي العهد السعودي شارك الأمير فيصل بن فرحان في الجلسة الأولى لأعمال اليوم الأول من قمة قادة دول مجموعة العشرين بعنوان: “النمو الاقتصادي الشامل والمستدام دون ترك أحد وراءه: بناء اقتصاداتنا، دور التجارة، تمويل التنمية وعبء الديون”، المنعقدة بمدينة جوهانسبرج.
وخلال الجلسة، ألقى كلمة نقل في مستهلها تحيات الملك سلمان وولي العهد السعودي، وتمنياتهما بنجاح مساعي رئاسة جنوب إفريقيا، التي تستضيف أعمال مجموعة العشرين ولأول مرة في القارة الإفريقية، ومساعي الدول الأعضاء بتعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة على الصعيد العالمي.
كما أكد في كلمته على دعم المملكة الكامل للجهود الرامية إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف عادل وشفاف، يمكّن الدول من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد العالمي، مشدداً على أن التجارة الدولية ركيزة أساسية للتنمية الشاملة والاستقرار الاقتصادي.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى جهود المملكة، انسجاماً مع (رؤية 2030)، في تعزيز الاستثمار المسؤول، والتصنيع المستدام، وتسخير الموارد بكفاءة لدعم التنمية.
كما دعا إلى مواءمة جهود مجموعة العشرين مع أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة تحديات الأمن الغذائي والطاقة والمناخ والتحول الرقمي، والحد من التدفقات المالية غير المشروعة، وذلك عبر تعاون دولي يقوم على المسؤولية المشتركة.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن التحديات العالمية تتجاوز الحدود، وتتطلب تضامناً دولياً صادقاً وتعاوناً متعدد الأطراف لبناء اقتصاد عالمي أكثر شمولية واستدامة.
