وصل وفد قيادي من حركة “حماس” إلى القاهرة، مساء السبت، حيث سيلتقي رئيس وفدها المفاوض خليل الحية مع مسؤولين مصريين لمناقشة “الخروقات الإسرائيلية”، وترتيبات بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال مصدر مطلع في “حماس” لـ”الشرق”، إن هذه اللقاءات تهدف أيضاً إلى “البحث في ترتيبات وتشكيل لجنة تكنوقراط مستقلة تتولى إدارة قطاع غزة”.

ومن المرتقب أن يعقد وفد “حماس” في القاهرة، لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل، مثل “الجهاد الاسلامي”، و”الجبهة الشعبية”، و”الجبهة الديمقراطية”، ولجان المقاومة الشعبية، و”المبادرة الوطنية”، على أن يعقد لقاء تشارك فيه جميع الفصائل.

وعلى صعيد متصل، قال قيادي في “حماس” لـ”الشرق”، إنه “يجري ترتيب لقاء بين قيادتي حماس وفتح خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم ترتيب لقاء موسع برعاية مصر ومشاركة كافة الفصائل، يركز على الوحدة الوطنية وتعزيز البيت الداخلي الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة، والشراكة السياسية”.

والسبت، قالت “حماس” في بيان، إن الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات على الخط الأصفر وخطوط الانسحاب المنصوص عليها في خرائط وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى “الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شرق القطاع”، ودعت الوسطاء إلى “التدخل العاجل” من أجل التصدي إلى “خروقات” إسرائيل ومحاولتها “تقويض” اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت أن “الخروقات الممنهجة” من الجانب الإسرائيلي أودت بحياة مئات الفلسطينيين “جرّاء الغارات وعمليات القتل المتواصلة تحت ذرائع مختلفة”، وأدت إلى “تغييرات في خطوط انسحاب جيش الاحتلال بما يخالف الخرائط التي جرى التوافق عليها”.

ووقعت إسرائيل و”حماس”، في أكتوبر الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين، وانسحاب إسرائيل إلى خطوط مرتبطة بمراحل تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب.

غارات إسرائيلية مستمرة

ولا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة على غزة، رغم سريان وقف إطلاق النار، إذ قتل القصف على مناطق مختلفة من القطاع، السبت، أكثر من 24 فلسطينياً، بينهم العديد من الأطفال.

وجاءت الضربات الإسرائيلية بعدما اكتسبت الجهود الدولية بشأن غزة زخماً كبيراً، إذ وافق مجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، على الخطة الأميركية لتأمين القطاع وإدارته.

وتشمل الخطة إنشاء قوة استقرار دولية لتوفير الأمن، والموافقة على سلطة انتقالية يشرف عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالإضافة إلى تصور مسار محتمل نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وزعمت إسرائيل أن هذه الغارات جاءت رداً على  “إطلاق نار” باتجاه قواتها. ولم يعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أي من جنوده في هذه الهجمات المزعومة.

واستهدفت إسرائيل، السبت، مركبة في حي الرمال المكتظ بالسكان في مدينة غزة، وقتلت 11 شخصاً وأصابت أكثر من 20 آخرين.

وقال مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن معظم الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى كانوا أطفالاً.

كما أودى قصف استهدف منزلاً قرب مستشفى العودة وسط غزة، بحياة 3 فلسطينيين وإصابة 11 آخرين. كما قتلت غارة إسرائيلية أخرى استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات وسط غزة، 7 فلسطينيين على الأقل بينهم طفل، وإصابة 16 آخرين.

وفي دير البلح، قتل الجيش الإسرائيلي في قصف على منزل، 3 فلسطينيين، بينهم امرأة، بحسب مستشفى الأقصى.

ولا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة في أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، بعد انسحابها من بعض المناطق بموجب الهدنة.

ومنذ أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل في حربها على قطاع غزة، 69 ألفاً و733 فلسطينياً، فيما أصيب 170 ألفاً و863، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.

وبموجب شروط وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، أطلقت “حماس” سراح جميع المحتجزين الأحياء العشرين في غزة، مقابل ما يقرب من ألفي أسير فلسطيني لدى إسرائيل.

ووافقت “حماس” أيضاً على تسليم رفات 28 إسرائيلياً، وجرى تسليم 25 منهم حتى الآن، مقابل جثامين 330 فلسطينياً.

شاركها.