انطلقت في مدينة جنيف السويسرية، الأحد، المحادثات الأميركية الأوروبية الأوكرانية، بشأن خطة إنهاء حرب أوكرانيا، فيما نقلت “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة أن الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا، سيعرضون على واشنطن “مقترحاً بديلاً” للخطة المكوّنة من 28 بنداً، والتي تدعو أوكرانيا إلى التنازل عن بعض أراضيها وتقليص حجم قواتها العسكرية، بينما شددت المفوضية الأوروبية، على 3 محددات رئيسية في محادثات جنيف. 

ويقود وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، الوفد الأميركي في جنيف، فيما يرأس الوفد الأوكراني أندري يرماك، رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

كما يشارك في الاجتماعات مستشارو الأمن القومي من دول “الترويكا الأوروبية” E3، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وسط تحفظات أوروبية ومطالب بتعديل الخطة الأميركية، التي تقول واشنطن إنها نتاج شهر من العمل بين روبيو وويتكوف و”بمساهمة من الأوكرانيين والروس”، على خلفية البنود التي تدعو كييف إلى التنازل عن أراض وتقليص حجم قواتها المسلحة.

ضمانات أميركية لأوكرانيا

وأفادت “بلومبرغ” نقلاً عن مصادر مطلعة، أن أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين سيصرون خلال محادثات جنيف، الأحد، مع الولايات المتحدة، على أن “أي مناقشات مع روسيا بشأن تبادل الأراضي، يمكن أن تتم فقط بعد توقف الحرب على خط المواجهة الحالي”، وذلك عبر اقتراح مضاد سيتم تقديمه إلى الوفد الأميركي.

وفي ردهم على خطة أميركية تتضمن 28 بنداً، سيطالب الجانب الأوكراني والأوروبي بضمانات أمنية من الولايات المتحدة شبيهة بالبند الخامس من ميثاق حلف شمال الأطلسي “الناتو”،  إضافة إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا، وتعويض الخسائر التي سببها الصراع.

وتنص المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم”.

أبرز المقترحات الأوروبية في محادثات جنيف بشأن الخطة الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا

  • تقديم ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا شبيهة بالبند الخامس من “ميثاق الناتو”.
  • استخدام الأصول الروسية المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا، وتعويض الخسائر التي سببها الصراع.
  • رفض مطالب موسكو بشأن تنازل أوكرانيا عن الأراضي غير المحتلة في الشرق.
  • إبقاء العقوبات على روسيا “ما لم توافق على دفع ثمن الأضرار” مع إمكانية رفع بعضها تدريجياً إذا التزمت بمقتضيات الاتفاق.

وذكرت “بلومبرغ” أن أوكرانيا والأوروبيين، يرفضون مطالب موسكو بأن تتنازل كييف عن الأراضي غير المحتلة في الشرق، مشيرة إلى أن كييف وحلفائها يشددون على إبقاء العقوبات على روسيا، “ما لم توافق على دفع ثمن الأضرار”، مع إمكانية رفع بعضها تدريجياً إذا التزمت بمقتضيات الاتفاق.

منطقة عازلة منزوعة السلاح

وبموجب الشروط التي اقترحتها الولايات المتحدة، سيتعين على أوكرانيا سحب قواتها من أجزاء من منطقة دونباس الشرقية، التي لم تنجح روسيا في احتلالها بالكامل. وستصبح المنطقة منطقة عازلة محايدة ومنزوعة السلاح ومعترف بها دولياً كأراض روسية.

كما ستحصل موسكو على اعتراف بحكم الواقع على القرم ولوجانسك ودونيتسك. وسيتم تجميد معظم بقية خط المواجهة، بما في ذلك في خيرسون وزابوريجيا.

كما أن الاقتراح الأميركي، الذي صيغ بمشاركة روسية، سيحد أيضاً من حجم القوات المسلحة الأوكرانية إلى 600 ألف عنصر.

أبرز بنود الخطة الأميركية المقترحة

  • تنازل أوكرانيا عن مناطق واسعة سيطرت عليها روسيا.
  •  تحديد حجم قواتها المسلحة الأوكرانية.
  • إجراء انتخابات في أوكرانيا خلال 100 يوماً.
  • التخلي عن أي أمل في انضمام كييف إلى حلف الناتو.
  • الاعتراف بضم روسيا لجزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك.
  • رفع العقوبات عن موسكو تدريجياً.

ورفض القادة الأوروبيون، حسبما ورد في بيان، على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا، تقليص حدود أوكرانيا، أو تحديد حجم قواتها المسلحة.

وقد سبق لأوكرانيا أن أشارت إلى أنها بحاجة إلى جيش لا يقل عن 800 ألف جندي في وقت السلم.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة الأميركية، إن العديد من البنود الأخرى التي اقترحتها الولايات المتحدة، بما في ذلك إعادة جميع الرهائن بما في ذلك الأطفال، ستكون مقبولة. وستحتاج الخطط إلى أن تشمل برنامج لم شمل العائلات وأحكاماً لمعالجة معاناة ضحايا الحرب.

وسيتم مراقبة أي اتفاق تحت إشراف الولايات المتحدة، وضمانه من قبل “مجلس سلام” برئاسة ترمب، وفق “بلومبرغ”.

3 مطالب أوروبية 

من جانبها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالتزامن مع بدء محادثات جنيف، على أنه “لا يمكن تغيير حدود أوكرانيا بالقوة، ولا تقليص جيشها وتركها عرضة للهجوم، ويجب أن يكون للاتحاد الأوروبي دور رئيسي في اتفاق السلام  في أوكرانيا”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان: “يجب أن تهدف أي خطة سلام ذات مصداقية ومستدامة إلى وقف القتل أولاً وقبل كل شيء، وتضع حداً للحرب مع عدم خلق ذرائع لصراع مستقبلي”.

وأضافت: “اتفقنا على العناصر الرئيسية اللازمة لتحقيق سلام عادل ودائم وسيادة أوكرانيا. دعوني أسلط الضوء على ثلاثة منها. أولاً، لا يمكن تغيير الحدود بالقوة”.

وتابعت: “ثانياً، كدولة ذات سيادة، لا يمكن فرض قيود على القوات المسلحة الأوكرانية الأمر الذي من شأنه أن يترك البلاد عرضة للهجوم في المستقبل؛ وبالتالي تقويض الأمن الأوروبي أيضاً”.

وقالت فون دير لاين: “ثالثاً، يجب أن تنعكس مركزية الاتحاد الأوروبي في الحصول على السلام لأوكرانيا بشكل كامل. يجب أن تتمتع أوكرانيا بالحرية والحق السيادي في اختيار مصيرها. لقد اختاروا مصيراً أوروبياً”.

3 محددات أوروبية في محادثات جنيف

 رفض تغيير الحدود بالقوة.

رفض القيود على القوات المسلحة الأوكرانية.

دور رئيسي للاتحاد الأوروبي بأي اتفاق للسلام في أوكرانيا.

شاركها.