بعد 330 يومًا من الفراغ الكامل في اتحاد كرة القدم، انتُخب فراس تيت رئيسًا لاتحاد اللعبة، متفوقًا على منافسه جمال الشريف بفارق 19 صوتًا.

فوز تيت لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة دعم قائمة وُصفت بأنها قائمة “رجال الأعمال والمال”، وفق رؤية شريحة من الجماهير السورية.

في حين يرى آخرون أن قائمة الشريف التي ترفع شعار “العلم والعمل” كانت الأجدر بالقيادة.

تستعرض في هذا التقرير آراء المتخصصين حول التوقعات والأولويات والتحديات والمطالب التي تقع على عاتق اتحاد الكرة في المرحلة المقبلة.

تقييم الانتخاب

قال الباحث الأكاديمي والمحلل غيفارا الخطيب في حديث إلى، إن التقييم لن يكون عادلًا بالمجمل خاصة مع غياب أي قائمة مقنعة بشكل مطلق.

وأضاف، “معظم من نتمنى وجودهم رفضوا العمل، ولكن إذا كنا نريد تقييم القائمتين فبالطبع القائمة الأفضل ربحت”، بالنظر إلى معدل الأعمار ووجود خبرة ورجال أعمال.
“فرديًا، اسم كجمال الشريف بطابق آخر ولا يقارَن، وبقاؤه كمستشار ضروري للرياضة السورية”، كما يرى الخطيب.
بدوره، يرى المدرب طارق جبان أن فوز فراس تيت على جمال الشريف كان متوقعًا، لسبب مهم وهو استثناء شرط الشهادة بعد اجتماع الجمعية العمومية سابقًا.

وأشار إلى أن تيت كسب هذه الأصوات بجدارة عبر مندوبي الأندية أنفسهم، الذين وافقوا على عدم توفر شرط الشهادة.

 

يجب علينا إعطاء فراس تيت الفرصة والوقت الكافي للحكم على أحقيته كشخص مناسب لقيادة اتحاد الكرة من عدمه، مثلما تم إعطاء الفرص لغيره لقيادة الاتحاد الكروي، وبعد ذلك يتم تقييم عمله وعمل باقي أعضاء الاتحاد، يجب دعمه قبل وبعد أي نجاح ومحاسبته بعد أي فشل. 

طارق جبان

مدرب كرة قدم

 

أولويات عمل الاتحاد وأبرز التحديات

عقب فوزه برئاسة اتحاد كرة القدم، قال فراس تيت ل، إن الأولوية هي إعادة الهيكلة التنظيمية والإدارية والفنية للاتحاد.

وأضاف تيت، “هذه المسؤولية لن أتحملها وحدي، فمعي قائمة وفريق ومستشارون، ويد الاتحاد ممدودة للجميع لبناء اتحاد كرة بعيدًا عن أي تحزّب أو تعصّب”.

الملف الفني صاحب الأولوية هو الدوري المحلي بجميع تفاصيله من تاريخ بدايته حتى نهايته، مع دراسة التوقفات الدولية المقبلة، واحترام مواعيد جولاته بشكل مدروس، قال المدرب طارق جبان ل.

ويرى غيفارا الخطيب، أن الأولوية هي تعيين مدير فني أجنبي للاتحاد، للإشراف على كرة القدم السورية من تعيينات للكوادر وتقييمها إلى التخطيط والبناء، من أجل الانتهاء من الوعود الانتخابية والمعارف.

ويعتقد الخطيب أنه بعد ذلك يجب حسم ملف المدرب الإسباني خوسيه لانا، بناء على ما سيقدمه في كأس العرب، ومن ثم ملف الدوري المحلي الذي يحتاج إلى جهد مضاعف وحل سريع.

بينما يرى الإعلامي الرياضي ميشيل سعد، أن الأولوية هي وضع خطة مدروسة للتأهل لكأس العالم، واستقدام المغتربين، والاهتمام بالدوري مع تحسين تصنيفه، بالإضافة إلى العمل مع الدول الصديقة لفك الحظر عن ملعب أو اثنين في سوريا.

وعن التحديات، قال المدرب طارق جبان، إن المرحلة المقبلة ستكون صعبة وستواجه تحديات ومعوقات تحتاج الخبرة إلى تذليلها.

لا يمكن الحكم على شخص رئيس الاتحاد وحده، يجب مراقبة وتقييم عمل الجميع داخل أروقة اتحاد الكرة وبشكل دوري لتجنب الوقوع بنفس الأخطاء التي وقعت سابقًا، أضاف جبان.

 

يجب العمل دون إطلاق شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، وبروح واحدة كاتحاد دون تكتلات وتحزبات، والاستفادة من الدروس السابقة التي جعلت واقعنا الكروي مأساويًا مقارنة بدول الجوار.  

طارق جبان

مدرب كرة قدم

 

مطالب من الاتحاد الجديد

طالب المدرب طارق جبان بتسريع إعلان موعد بداية الموسم الكروي لكل الفئات، ودعم حكام الدوري برفع قيمة أتعابهم، وإعطاء الفرص لجيل شاب من الحكام بمساعدة الحكام ذوي الخبرة لصقلهم وتطويرهم.

وأضاف أنه يجب تطوير المدربين الوطنيين والاهتمام بهم من خلال الورشات والدورات التدريبية داخل وخارج البلد، والتحضير السريع لدورة “البروفيشنال الآسيوية” وإقامتها في سوريا، نظرا إلى تكاليفها الباهظة من رسم اشتراك وسفر وإقامة، وتجهيز الملاعب في جميع المحافظات.

فيما طالب غيفارا الخطيب بالمصداقية والعمل بمرجعية علمية، بحيث يُدعم كل قرار يُتخذ بآلية معرفية واضحة، وليس بارتجال وعواطف أو بمبدأ المعارف، مشيرًا إلى أن هذه العوامل التي كانت تقود القرار في العقود الماضية ولم تنتج إلا الفشل.

من فراس تيت؟

لاعب سابق في أندية الحرية والجيش والنواعير، لعب لمنتخبات الفئات العمرية في سوريا، وتسلم عدة مناصب بعد انطلاق الثورة السورية.

قاد رئاسة اتحاد كرة القدم في محافظة إدلب (2021-2023)، وتولى منصب مدير مديرية الرياضة في إدلب (2023-2024).

تسلم فراس تيت مهمة رئيس مكتب الألعاب الجماعية في وزارة الرياضة والشباب (2025).

في 20 من تشرين الثاني الحالي، أصبح فراس تيت رئيسًا لاتحاد كرة القدم في سوريا حتى 2029.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.