شهدت صادرات البطاطا المصرية خلال العام الجاري نموًا ملحوظًا يعكس قوة القطاع الزراعي وقدرته على دعم الاقتصاد الوطني، إذ سجلت الكميات المصدرة حوالى 280 ألف طن متجاوزة أرقام العام الماضي التي بلغت نحو 267 ألف طن، وهو ما رسخ مكانة البطاطا كثاني أهم محصول خضراوات تصديري ورابع أكبر الصادرات الزراعية المصرية، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو تعظيم العائد من تجارتها الخارجية.
توسع في الأسواق العالمية وزيادة في الطلب
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بجهود كبيرة لفتح أسواق جديدة وتعزيز الالتزام بالمعايير الدولية للجودة والسلامة الغذائية، الأمر الذى أسهم في زيادة الطلب العالمي على البطاطا المصرية في الأسواق الأوروبية والعربية والدولية، ويؤكد هذا النمو قدرة المنتج المصري على المنافسة عالميًا وتنامى الثقة به.
تحديث الممارسات الزراعية ودعم المزارعين
وساهمت منظومة الدعم الفني للمزارعين وتطبيق ممارسات الزراعة الجيدة في رفع الإنتاج وتحسين جودته، حيث أدت التوسعات المدروسة في المساحات المزروعة وتطوير سلالات عالية الإنتاجية إلى زيادة الحصاد المخصص للتصدير، ما يعزز استراتيجية الدولة الرامية إلى تنمية الصادرات الزراعية والوصول بها إلى مستويات غير مسبوقة.
خطط مستقبلية لتعزيز تنافسية المنتج المصري
وتشير التقديرات إلى استمرار نمو صادرات البطاطا خلال الأعوام المقبلة بدعم من خطط تطوير منظومات التعبئة والتغليف والخدمات اللوجستية، بما يضمن وصول المحصول إلى الأسواق الخارجية بأفضل صورة ويُحافظ على مكانته ضمن قائمة أبرز المحاصيل الزراعية المصدرة.
انتشار عالمي واسع.. ٥٥ وجهة في الصدارة الأوروبية والعربية
وتكشف بيانات الإدارة المركزية للحجر الزراعي انتشار البطاطا المصرية في 55 دولة حول العالم، حيث تتصدر أسواق أوروبا والشرق الأوسط قائمة المستوردين، وفى مقدمتها هولندا وإنجلترا والسعودية وفرنسا والإمارات، كما تضم قائمة العشرة الأوائل دولًا مثل إسبانيا وروسيا وإيطاليا والأردن ولبنان، إلى جانب وجهات أخرى عديدة في آسيا وأفريقيا والأمريكيتين، وهو ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة بالمنتج المصري.
القيمة الغذائية للبطاطا الحلوة وفوائدها الصحية
تعتبر البطاطا الحلوة مصدرًا طبيعيًا لفيتامين أ بصورته الأولية بيتا كاروتين، وهو أحد أقوى مضادات الأكسدة المتوافرة في الخضروات ذات اللون البرتقالي، حيث يحول الجسم هذا المركب إلى فيتامين أ الضروري لتكوين المستقبلات الضوئية داخل العين وتعزيز القدرة على الرؤية، كما يسهم في الوقاية من اضطرابات نقص الفيتامين مثل جفاف الملتحمة وإعتام عدسة العين.
دعم الجهاز الهضمي والحماية من الأمراض
وتتميز البطاطا الحلوة بغناها بالألياف الغذائية التي تدعم صحة الأمعاء وتحسن عملية الهضم وتساعد في الوقاية من الإمساك لدى الأطفال والبالغين، كما تسهم الفيتوستيرولات في حماية الجهاز الهضمي وتقليل مخاطر الإصابة بقرحة المعدة والاثنى عشر، ورغم احتوائها على السكر والنشا إلا أنها تُعد من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مما يساعد على التحكم بمستويات الجلوكوز في الدم.
فوائد وقائية ضد الأمراض المزمنة
وتبين الدراسات أن زيادة تناول الألياف مثل الموجودة في البطاطا الحلوة قد يسهم في خفض احتمالية الإصابة بمرض السكرى من النوع الثاني، إضافة إلى احتوائها على مركبات مضادة للسرطان مثل الكاروتينات التي قد تساعد في الحد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والقولون والمستقيم، كما تلعب الألياف ومضادات الأكسدة دورًا في دعم صحة القلب وتقليل مخاطر أمراض الأوعية الدموية، وتوضح أبحاث أخرى أن الأنثوسيانين الموجود في البطاطا الحلوة قد يسهم في خفض معدلات الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
المصدر: صدى البلد
