نقلت “القناة 14” الإسرائيلية، الاثنين 24 من تشرين الثاني، إن تقديرات أمنية في تل أبيب تشير إلى أن موسكو تستعد لطرح ملف إعادة انتشار قواتها العسكرية في جنوب سوريا خلال محادثات مرتقبة مع إسرائيل، وذلك عقب الاتصال الذي جرى قبل نحو عشرة أيام بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
نتنياهو ناقش مع بوتين سبل إرساء الاستقرار في سوريا، وفق ما نقله نقل تلفزيون “روسيا اليوم” في 15 من تشرين الثاني.
وبحسب ما نشرته القناة الإسرائيلية، لا يقتصر الطرح الروسي المتوقع على إعادة الانتشار فحسب، بل يشمل أيضًا طلبًا لنقل معدات عسكرية جديدة إلى دمشق، بعد الدمار الكبير الذي لحق بمخزون الجيش السوري المرتبط بالنظام السوري السابق خلال عملية “سهم الباشان” التي نفذتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد المخلوع في كانون الأول 2024.
و”سهم الباشان” هي عملية بدأتها إسرائيل مع إعلان إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024، شنّ خلالها الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية، ما أدى إلى تدمير نحو 80% من قدرات القوات البرية والبحرية والجوية التابعة للجيش السوري، وفق ما ذكرت مراصد محلية.
واستهدفت مواقع تُستخدم لتخزين أسلحة متقدمة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ موجهة، إضافة إلى الطائرات والمروحيات والدبابات والسفن الحربية.
وكان مصدر سوري مقرّب من الحكومة السورية قال لـ”هيئة البث الإسرائيلية” (كان) في 18 من تشرين الثاني، إن موسكو تقدّمت خلال الأشهر الماضية بمقترح لدمشق يقضي بعودة الدوريات الروسية إلى المنطقة الحدودية، لتعمل كقوة فصل بين القوات السورية والإسرائيلية.
وبحسب المصدر، لم توافق الحكومة السوري بعد على طلب الحكومة الروسية، ولا يزال المقترح قيد النقاش.
مصدر سوري آخر أشار إلى أن احتمال إدخال الوجود الروسي جنوب سوريا ضمن أي تفاهم أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب ليس مستبعدًا، خاصة مع تكثيف الاتصالات السياسية بين الجانبين الروسي والإسرائيلي.
ولم تُظهر إسرائيل في السابق اعتراضًا على نفوذ موسكو في سوريا، وانتشرت القوات الروسية سابقًا، ضمن 8 نقاطٍ عسكرية في منطقة “فض الاشتباك”، على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة في تشرين الأول 2024.
ولم يصدر تعليق رسمي من موسكو أو تل أبيب أو دمشق بشأن ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من جولة ميدانية أجراها وفد عسكري روسي – سوري في الجنوب السوري، شملت عددًا من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري، في 17 من تشرين الثاني.
وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على الواقع الميداني ضمن إطار التعاون القائم بين الجانبين، وفق ما نقلته “الوكالة السورية للأنباء” (سانا).
تفاصيل زيارة الوفد الروسي
مصدر من محافظة القنيطرة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال إن رتلًا مكونًا من نحو 30 سيارة يعتقد أنه سوري – روسي وصل إلى محافظة القنيطرة في 17 من تشرين الثاني.
وبحسب المصدر، سلك الرتل الطريق الغربي للقنيطرة، وهو طريق شبه مقطوع عادة بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي والرصد المستمر للمنطقة.
ومرّ عبر قرى بئر عجم وبريقة ورويحينة وأم العظام والقحطانية ودوار العلم والحميدية، وهي بلدات تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بشكلٍ شبه يومي.
وتوقفت السيارات في موقعين يُعدّان من أبرز النقاط التي شهدت انتشارًا روسيًا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، هما منطقة الناصرية التي كانت تضم قاعدة روسية، ومنطقة الحيران التي تواجد فيها ضباط روس سابقًا، بحسب المصدر.
وضمت منطقة حيران عددًا من السرايا العسكرية القديمة التابعة لجيش نظام الأسد المخلوع، على مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات من خط الحدود، “من دون تنفيذ أي نشاط واضح”.
وكانت رصدت حينها، بحسب ناشطين من محافظة القنيطرة، استنفارًا أمنيًا في الجانب السوري تزامن مع توقيت زيارة الوفدين، إذ أقام جهاز الأمن الداخلي حواجز ودوريات في بلدات مختلفة، مع تفتيش وتدقيق على الحواجز.
وأقام الأمن الداخلي حواجز في كل من الحيران، وسويسة، ونبع الصخر، وأم باطنة، وجبا، وخان أرنبة، ومدينة السلام (البعث سابقًا)، والكوم، بحسب الناشطين الذين تواصلت معهم حينها.
نقاط عسكرية روسية سابقة
أنشأت القوات الروسية في سوريا 8 نقاطٍ عسكرية في منطقة “فض الاشتباك”، على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة أثناء حكم نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكالة “سبوتنيك” الروسية قالت في تقرير لها، في 9 من تشرين الثاني 2024، إن النقطة الواقعة في موقع “تل أحمر” التي رفع فيها العلم الروسي تهدف “لحماية المنطقة من أي اختراقات محتملة، وسط توتر شديد تشهده مناطق الاشتباك المعقدة في سوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل”.
نائب قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، ألكسندر روديونوف، قال في تصريح صحفي للوكالة إنه مع نقطة “تل أحمر”، تكون روسيا قد افتتحت ثماني نقاط مراقبة وذلك خلال فترة تصل إلى عامين.
وسبق أن أعادت روسيا تسيير دورياتها في الجنوب السوري مطلع تشرين الثاني 2023، بعد غياب استمر لأكثر من عام، إذ تجولت دورية عسكرية روسية جنوبي القنيطرة بين بلدة المعلقة وغدير البستان بالقرب من سرية “الصفرة” التابعة لـ”اللواء 90″ التابعة للنظام السابق جنوبي المحافظة.
موسكو تقترح إعادة تسيير دوريات روسية جنوب سوريا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
