تسابق الدول الأوروبية الزمن لوضع خطة طوارئ بديلة لتأمين تمويل عاجل لأوكرانيا، مع اقتراب نفاد مواردها المالية مطلع العام المقبل، وسط استمرار التعثر في التوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف، بحسب “بوليتيكو”.

وفشلت قمة قادة الاتحاد الأوروبي، قبل شهر، في الاتفاق على اقتراح يقضي باستغلال الأصول الروسية المجمدة في منح أوكرانيا قرضاً تعويضياً بقيمة 140 مليار يورو، وذلك بعد معارضة شديدة من بلجيكا التي تتواجد بها الأموال.

وعلى الرغم من المحادثات المكثفة بين بلجيكا والمفوضية الأوروبية في الأسابيع الأخيرة، لا يزال لدى رئيس وزراء بلجيكا بارت دي ويفر مخاوف بشأن المسؤوليات القانونية ومخاطر الرد من موسكو إذا استُخدمت الأموال الروسية للقرض.

وبدأ متخصصو السياسات في بروكسل بحث خيارات لمساعدة أوكرانيا في حال لم تتحقق خطة القرض التعويضي في الوقت المناسب لتوافق قادة الاتحاد الأوروبي عليها في قمة 18 ديسمبر.

قرض مرحلي مؤقت

وتدرك المفوضية الأوروبية الحاجة الملحة لإيجاد حل، مع تحذير كييف من نفاد الأموال في الأشهر الأولى من العام المقبل.

وذكرت “بوليتيكو” أن واحدة من الخيارات التي تحظى بدعم هي قرض مرحلي مؤقت، يُمول بالاقتراض من الاتحاد الأوروبي، للحفاظ على استقرار أوكرانيا خلال الأشهر الأولى من 2026، وفقاً لأربعة مسؤولين.

وسيتيح ذلك وقتاً إضافياً لإعداد القرض التعويضي الكامل باستخدام الأصول الروسية بطريقة يمكن لبلجيكا القبول بها لتوفير حل طويل الأمد.

وأوضح دبلوماسيان أنه يمكن مطالبة أوكرانيا بسداد القرض المرحلي للاتحاد الأوروبي بمجرد حصولها على تمويل من القرض التعويضي طويل الأمد.

وناقش سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الخيارات مع المفوضية الأوروبية في اجتماع ببروكسل الثلاثاء، حيث ضغطت دول مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وليتوانيا ولوكسمبورج على المفوضية للاستمرار في إعداد مقترحات لتمويل أوكرانيا، وفقاً لمسؤول مطلع على المناقشات.

الأصول الروسية المجمدة

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إن حلفاء الاتحاد الأوروبي سيضعون “خلال الأيام المقبلة” حلاً يضمن “تمويل أوكرانيا ويمنحها رؤية واضحة”.

وعلى المدى الطويل، يُنظر إلى القرض التعويضي المستند إلى الأصول الروسية المجمدة على أنه الخيار الوحيد المتاح، إذ لا توجد رغبة لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاستخدام ميزانياتها الوطنية لإرسال منح نقدية مباشرة إلى أوكرانيا، خاصة أن العديد منها يواجه بالفعل عجزاً في الميزانية وارتفاعاً في تكاليف الاقتراض.

وقال دبلوماسي أوروبي: “نأمل أن نتمكن من حل ترددهم (البلجيكيين). لا نرى خياراً آخر سوى القرض التعويضي”. وأضاف أن هناك فكرة لربط القرض التعويضي بخيارات أخرى، لكن ذلك “يجب ألا يستغرق وقتاً طويلاً نظراً للإلحاح الشديد”.

ومع نقص السيولة لدى كييف، أصبح موضوع استخدام الأصول الروسية أكثر إلحاحاً. وقال مسؤول أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته: “إذا لم نتحرك نحن، سيتحرك آخرون قبلنا”.

وأشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن مبادرة السلام الجديدة، التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تساعد في تعزيز الدعم لخطة استخدام الأموال المجمدة كقرض تعويضي. وبموجب الخطة، سيكون بإمكان موسكو استرداد الأموال فقط في سيناريو مستبعد يتمثل في موافقتها على دفع تعويضات الحرب.

مسودة خلال أيام

ويتوقع الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن تطلب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من موظفيها تقديم مسودة نص قانوني بشأن القرض التعويضي خلال أيام، مع تزايد الزخم نحو حل.

ويشكل الدفع نحو اتفاق سلام جديد عنصراً آخر، حيث تسعى إدارة ترمب لدفع المسؤولين الأوكرانيين والروس نحو اتفاق، وتشير مسودات مقترحات السلام إلى استخدام الأصول المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.

وعبّر المسؤولون الأوروبيون عن استيائهم الأسبوع الماضي من الفكرة الواردة في النسخة الأميركية الأصلية التي تفيد بأن الولايات المتحدة ستستفيد من استخدام هذه الأصول.

ويأمل قادة الاتحاد الأوروبي الآن في إقناع فريق ترمب بأن لهم الكلمة الأخيرة بشأن مصير هذه الأصول، وكذلك بشأن توقيت رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا ومسار أوكرانيا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، وفقاً لدبلوماسيين.

شاركها.