ذكرت وكالة الفضاء في روسيا (روسكوسموس) الخميس، أن مركبة فضاء روسية من طراز “سويوز إم.إس-28” تقل رائدي فضاء روسيين، ورائد فضاء من إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، التحمت بنجاح بمحطة الفضاء الدولية.

وكان الصاروخ “سويوز 2.1 إيه” قد انطلق من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان الساعة 12:28 ظهراً بتوقيت موسكو (0928 بتوقيت جرينتش).

وأظهر بث مباشر انطلاق مركبة فضاء روسية من طراز “سويوز إم.إس-28” صوب محطة الفضاء الدولية.

“التحام ناجح”

وكان مقرراً أن تدور المركبة حول الأرض مرتين قبل عملية الالتحام الآلية مع وحدة “راسفيت”، التابعة لمحطة الفضاء الدولية.

وبعد الالتحام، دخل الطاقم محطة الفضاء الدولية، حيث من المقرر أن يمضوا فيها ثمانية أشهر. بينما الموعد المقرر لعودتهم إلى الأرض هو أواخر يوليو 2026.

سباق الفضاء

فيما تتواصل جهود دول عدة في سباق الفضاء، تتوقع تقارير دولية أن تمتلك الصين، وربما روسيا أيضاً، محطات فضائية نشطة في مدار أرضي منخفض، بعد خروج محطة الفضاء الدولية من الخدمة، لكن الولايات المتحدة ربما لا تسير على النهج نفسه.

ولطالما كانت محطة الفضاء الدولية (ISS) محور رحلات الفضاء الأميركية البشرية على مدار 25 عاماً، على الرغم من الانتقاد الذي وجهه البعض لمحطات الفضاء الدولية، إذ حوّلت موارد ضرورية للغاية بعيداً عن مشروعات رحلات الفضاء البشرية الأكثر ربحية، مثل العودة إلى القمر أو الهبوط على المريخ، وأبقت رواد الفضاء الأميركيين محصورين داخل حدود مدار الأرض الآمنة، بحسب مجلة The National Interest.

ومع ذلك، حافظت محطة الفضاء الدولية على استمرار برنامج رحلات الفضاء المأهولة الأميركي، منذ إلغاء برنامج مكوك الفضاء قبل أكثر من عقد.

نهاية محطة الفضاء الدولية

تواجه وكالة “ناسا”، بغض النظر عما قد ترغب واشنطن في فعله، احتمال انتهاء صلاحية محطة الفضاء الدولية؛ لأن المحطة تقترب من نهاية عمرها الافتراضي، وستحتاج إلى إيقاف تشغيلها لأسباب تتعلق بالسلامة.

وربما تتمكن “ناسا” من إجبار محطة الفضاء الدولية على البقاء لبضع سنوات أخرى، لكن في النهاية، أيام المحطة معدودة.

ولا توجد حتى الآن خطة جادة بشأن كيفية حفاظ الولايات المتحدة على وجودها شبه الدائم في مدار الأرض، ما يعتبر مشكلة لواشنطن.

وعلى عكس الأميركيين، يمتلك الصينيون الآن محطة فضائية معيارية متطورة ذات وجود شبه دائم في المدار، ما يسمح لبرنامجهم الفضائي بالصمود بعد إيقاف تشغيل محطة الفضاء الدولية.

في المقابل، قالت موسكو إنه بحلول عام 2030، سيكون لديها محطة فضائية معيارية خاصة بها في مدار قطبي عالي الميل حول الأرض.

وفي الوقت نفسه، ليس لدى الأميركيين أي خطط حقيقية للحفاظ على وجود استراتيجي في مدار الأرض، فضلاً عن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك.

وتكهن البعض بأن الأميركيين سيبتعدون عن نموذج رحلات الفضاء البشرية الذي تعتمده “ناسا”، ويتجهون نحو نموذج تجاري، خاصة في ما يتعلق بعمليات محطات الفضاء.

شاركها.