قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام، مساء الأحد، إن على الجيش الانتهاء مما وصفه بـ”احتواء السلاح” في جنوب نهر الليطاني مع نهاية العام الحالي، طالباً دعم الدول لتنفيذ خطة الجيش.
وأوضح سلام، في تصريحات لتلفزيون “الجديد”، أن “الاحتواء يعني عدم نقل السلاح إلى بقية المناطق اللبنانية”، مبيناً أن سحب السلاح في المناطق، وضمن الحسابات الجغرافية، يعتمد على مراحل في خطة الجيش.
وأضاف أن المطلوب أن ينتهي الجيش من حصر السلاح جنوب الليطاني، وينتقل بعدها إلى المنطقة بين الليطاني والأولي، مشدداً على أن “من الضروري طلب دعم الدول لاستكمال خطة الجيش.
وقال رئيس الوزراء اللبناني إن “حزب الله كان قد التزم بإعلان وقف الأعمال العدائية، ونوابه وافقوا على البيان الوزاري، وبالتالي عليه الالتزام بحصر السلاح في جميع المناطق اللبنانية”.
النداء الأخير إلى لبنان
وحول التصعيد الإسرائيلي، نفى سلام ما أوردته تقارير إعلامية زعمت أن المصريين نقلوا ما وصفه بـ”رسالة النداء الأخير” من الولايات المتحدة.
وكانت وسائل إعلام لبنانية زعمت، السبت، أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حمل رسالة أميركية تشدد على مبدأ حصرية السلاح مع الحرص على عدم الاقتتال الداخلي.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن إسرائيل نقلت إلى الحكومة اللبنانية، عبر الإدارة الأميركية، “رسالة تحذيرية” مفادها أنها ستوسع نطاق عملياتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية في حال لم يتخذ الجيش اللبناني “خطوات فعّالة لنزع سلاح حزب الله أو الحد من نشاطه”.
وأضافت الهيئة أن إسرائيل أعربت في رسالتها عن استعدادها “لتوسيع دائرة الهجمات لتشمل مناطق كانت قد امتنعت عن استهدافها خلال الفترة الماضية، استجابة لطلب من الإدارة الأميركية”.
وأشارت الهيئة إلى أن إسرائيل “كانت تدرس تحديد مهلة زمنية للحكومة اللبنانية، لكنها تنتظر حالياً قراراً أميركياً بهذا الشأن”.
زيارة قائد الجيش إلى أميركا
وعلق نواف سلام على مسألة إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، قائلاً إنها “قيد المعالجة”.
وكان مسؤولون لبنانيون مطلعون قالوا إن الولايات المتحدة ألغت اجتماعات كانت مقررة لمسؤولين أميركيين في واشنطن مع قائد الجيش اللبناني بعد اعتراضها على بيان أصدره الجيش بشأن التوتر الحدودي مع إسرائيل.
ووصف مسؤول أمني لبناني الإلغاء بأنه كان “مفاجئاً وصادماً”، مما دفع قائد الجيش إلى إلغاء الزيارة. وكان من المقرر أن يصل هيكل إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، لعقد اجتماعات بشأن المساعدات العسكرية والتعاون الأمني على الحدود.
زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان
وقال رئيس الوزراء اللبناني إن “الأيام الصعبة بدأت قبل زيارة البابا (بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر)، ونشهد تصعيداً إسرائيلياً”.
وأضاف: “البابا مطّلع على مشاكل لبنان والأزمات الاقتصادية، ويسأل عما إذا كانت الملفات في طريق المعالجة”.
واعتبر سلام أن “زيارة البابا تبرز لبنان، وتعطيه قيمة كبيرة، والرسالة الأهم هي صناعة السلام”.
ووصل أول بابا أميركي للفاتيكان إلى لبنان، الأحد، بعد زيارة لتركيا استمرت أربعة أيام حذَّر خلالها من أن مستقبل البشرية في خطر؛ بسبب العدد غير العادي من الصراعات الدامية في العالم، وندد بالعنف باسم الدين.
واستهل البابا ليو الرابع عشر خطابه بالقول: “طوبى لصانعي السلام”، وذلك خلال كلمة ألقاها في قاعة القصر الرئاسي المكتظة بالسياسيين والزعماء الدينيين من مختلف الطوائف في لبنان.
وحثّ بابا الفاتيكان الزعماء السياسيين في لبنان على جعل السلام أولويتهم القصوى، في نداء قوي في بلد لا يزال هدفاً للغارات الجوية الإسرائيلية، وذلك في المحطة الثانية من رحلته الأولى خارج الفاتيكان كزعيم للكنيسة الكاثوليكية.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام كتب على منصة إكس: “كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم يرحبون بقداسة البابا ليو الرابع عشر، فإن كانت زيارته للبنان كنسية أولاً، لكنها أيضاً زيارة تضامن مع معاناة شعبه، لا سيما شبابه وتطلعاته وحقه في السلام”.
وأضاف: “في لقائي معه أطلعته على جهود الحكومة لإنقاذ لبنان من محنته، وعلى ضرورة تكثيف الجهود لتأمين استقراره وتوفير الأمن لكل أبناءه، ولمست حرصه على وحدة لبنان وتشديده على معناه، وعلى تحقيق السلام الذي وضعه شعاراً لزيارته.. عسى أن يكون لهذه الزيارة أثر طيب في قلوب اللبنانيين وعقولهم، وأن تكون مساهمة في تذكير العالم بضرورة استعادة لبنان سلامه وازدهاره”.
