أثار البرومو الدعائي لفيلم “الست”، المُستلهم من سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد موجة انتقادات طالت الشكل الخارجي لشخصية أم كلثوم كما ظهرت بها بطلة الفيلم منى زكي، إضافة إلى استدعاء بعض أعمالها السابقة التي أثارت نقاشات مشابهة مثل مسلسل “السندريلا” عن حياة سعاد حسني.
الفيلم من تأليف أحمد مراد، وبطولة منى زكي، محمد فراج، نيللي كريم، وأحمد خالد صالح، ويشارك كضيوف شرف كل من كريم عبد العزيز، أحمد حلمي، عمرو سعد، وسيد رجب، ومن إخراج مروان حامد.
ويتناول العمل السيرة الذاتية لأم كلثوم، ويسلط الضوء على أهم محطات حياتها الشخصية والفنية، والعلاقات التي أثرت في مسيرتها. ويأتي الفيلم بعد 25 عاماً من عرض مسلسل “أم كلثوم” الشهير، وبالتزامن مع الذكرى الـ50 لرحيلها، ومن المقرر عرضه في دور السينما العربية يوم 10 ديسمبر الجاري.
“رؤية جديدة”
أعربت الفنانة صابرين، التي جسّدت سابقاً شخصية أم كلثوم في مسلسل ناجح، عن تقديرها الكبير لمنى زكي، مؤكدة أنها ممثلة “شاطرة جداً”، وأن الفيلم سيقدم معالجة مختلفة تماماً عن الأعمال السابقة.
وقالت إن طبيعة عمل يمتد لـ30 حلقة تختلف جذرياً عن فيلم سينمائي، مشددة على أن صُنّاع العمل سيقدمون رؤية جديدة للجمهور.
وتابعت: “تابعت ردود الفعل على البرومو، وأؤكد دعمي الكامل لمنى.. أحمد مراد كتب عملاً عظيماً، ومروان حامد سيقدم تجربة ضخمة”، وختمت: “أنا أنتظر مشاهدة العمل؛ لأنه سيكون كبير ومختلف”.
“هجوم غير مبرر”
أبدت الناقدة ماجدة موريس غضبها؛ مما وصفته بـ”الهجوم غير المبرر”، متسائلة: “كيف نحكم على فيلم من البرومو الخاص به؟”، وقالت إن البعض يستحضر أعمالاً قديمة لمنى زكي مثل مسلسل “السندريلا” وفيلم “أصحاب ولا أعز” بهدف التربص غير المقبول.
وأضافت أن “هناك هجوماً ربما من بعض العاملين بالفيلم، أو من جهات معينة”، مشيرة إلى أن “ثورة السوشيال ميديا قد تدمر أعمالاً”، وأكدت أن فيلماً مدته 3 ساعات لا يمكن تقييمه عبر دقائق قليلة، لافتة إلى تميز مخرج الفيلم مروان حامد منذ عمله القصير “لي لي”.
وشبّهت موريس ما يحدث بما حدث في واقعة فساد داخل مدرسة، قائلاً: “ظهور حالة لا يعني أن كل المدارس فاسدة.. وكذلك البرومو لن يمثل الفيلم”.
“استفزاز الجمهور”
قال وليد سيف، أستاذ السينما بالمعهد العالي للنقد الفني، لـ”الشرق”: “فنياً لا يجوز الحكم على عمل قبل مشاهدته كاملاً.. وحسياً يجب احترام آراء الجمهور”.
وأضاف أن أم كلثوم شخصية عربية من المحيط إلى الخليج، ومن الصعب تقديم عمل عنها بعد النجاح الذي حققه المسلسل القديم، وأوضح أن البرومو “مصنوع بصورة جيدة”، لكن ما استفز الجمهور هو “الصورة الشكلية” لأم كلثوم التي جاءت بعيدة عن صورتها الذهنية الراسخة.
“برومو باهت”
وصف الناقد أحمد السماحي البرومو بأنه “باهت” وتم تنفيذه بصورة خاطئة، مع تركيز مفرط على الشكل، وقال إن ذلك خلق فجوة بين ما يراه المشاهد وبين الصورة الذهنية التاريخية لأم كلثوم.
وأوضح أن تصريحات صُنّاع الفيلم حول الاستعانة بخبرات عالمية في المكياج زادت من صدمة الجمهور بعد مشاهدة البرومو، وأضاف: “لأول مرة يتوحد جمهور السوشيال ميديا بهذا الشكل في الهجوم، حتى فيلم “أصحاب ولا أعز” كان الجمهور منقسماً حوله، لكن هنا 90% اتفقوا على الانتقاد”.
وأشار السماحي إلى أن نوايا صناع العمل طيبة، وأن تقديم عمل عن أم كلثوم بعد مرور ربع قرن على المسلسل مغامرة كبيرة، وقال إن البرومو لم يبرز الموسيقى، رغم ثقته بأن هشام نزيه سيقدم موسيقى استثنائية، معتبراً إياه أحد عباقرة الموسيقى في مصر.
