سماهر سيف اليزل
الدعم الحكومي والمجتمعي رسّخ ثقة الناخبين بقدرة المرأة على إدارة الملفات الخدمية
رسالة للفتيات.. العمل البلدي يحتاج شغفاً وصبراً ويمكن الوصول للقيادة بالمثابرة
اختلاف أولويات المرأة عن الرجل داخل المجلس يصنع قرارات أكثر شمولاً واتزاناً
نحتاج تطويراً تشريعياً مستمراً لتعزيز حضور المرأة وضمان استمراريتها في صنع القرار
نظرة المجتمع تغيّرت إيجابياً والمرأة اليوم شريك فاعل في اتخاذ القرار البلدي
أكدت عضو مجلس بلدي الشمالية زينب الدرازي أن حضور المرأة في المجالس البلدية لم يعد حضوراً شكلياً، بل أصبح عاملاً مؤثراً في صنع القرار المحلي، مشيرةً إلى أن المشاريع الة بجودة الحياة باتت تتصدر الملفات التي تقودها النساء داخل المجالس.
وأوضحت في حوار مع «الوطن»، بمناسبة يوم المرأة البحرينية، أن الدعم الحكومي والمجتمعي رسّخ ثقة الناخبين بقدرة المرأة على إدارة الملفات الخدمية، لافتةً إلى أن اختلاف أولويات المرأة عن الرجل يسهم في إنتاج قرارات أكثر شمولاً واتزاناً.
وشددت على أهمية التطوير التشريعي المستمر لتعزيز حضور المرأة وضمان استمراريتها في مواقع صنع القرار.
وأكدت أن نظرة المجتمع تغيّرت إيجابياً وأصبحت المرأة شريكاً فاعلاً في العمل البلدي. كما وجهت رسالة للنساء بأن العمل البلدي يحتاج شغفاً وصبراً، وأن المثابرة قادرة على إيصالهن إلى مواقع قيادية.
زينب الدرازي، التي تنتمي إلى جيل نسائي أثبت قدرته على الاستمرار عبر دورتين متتاليتين، تتحدث لـ«الوطن» عن تجربتها، وعن المتغيرات التي رسّخت ثقة المجتمع في المرأة وقدرتها على إدارة الملفات الخدمية. وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترين تأثير حضور المرأة في المجلس البلدي على تطوير الخدمات والمشاريع؟
إن دخول المرأة المجلس أضاف زاوية مختلفة لفهم احتياجات الأهالي، المرأة بطبيعتها قريبة من تفاصيل الحياة اليومية في الأحياء السكنية، وهذا ينعكس على نوعية المبادرات التي نطرحها داخل المجلس. أصبحنا نلمس اختلافاً في جودة الخدمات بسبب هذا التنوع في الرؤى.
ما أبرز التحديات التي واجهتك كامرأة في العمل البلدي؟
لعل التحدي الأول كان يتمثل في إثبات الجدارة في مجال يعتمد على المتابعة الميدانية والوجود اليومي بين الناس. قدمت عملي على الأرض، وكانت النتائج الملموسة هي الرد. وساعد الاستمرار، والمتابعة الدقيقة، والشراكة مع الجهات الحكومية في تجاوز أي شكوك.
ما الملفات التي ترين أنها ارتبطت أكثر بحضور المرأة داخل المجلس؟
لقد لعبت المرأة دوراً واضحاً في طرح مشاريع تعزز جودة الحياة، مثل تطوير الحدائق، وتحديث المرافق العامة، والاهتمام بالبيئة المدرسية، والسلامة المرورية. وهناك حس اجتماعي تقوده المرأة، وهذا ينعكس على الأولويات التي نعمل عليها.
كيف تقيّمين الدعم الرسمي والمجتمعي للمرأة العاملة في المجال البلدي؟
لقد لعب الدعم الحكومي، خصوصاً من المجلس الأعلى للمرأة، دوراً مهماً في بناء قاعدة صلبة للمرأة في مواقع القرار. وما نراه اليوم من ثقة الناخبين، ومن تولي المرأة ملفات مؤثرة داخل المجالس، دليل واضح على أن الدعم تحوّل إلى واقع ملموس.
ما رسالتك للفتيات الراغبات في خوض العمل البلدي؟
أقول للفتيات والشابات: ابدأن بخطوات صغيرة، وثقن بأنفسكن. العمل البلدي يحتاج شغفاً وصبراً، لكنه يمنح فرصة لصنع فرق حقيقي في حياة الناس. مع المثابرة والتعلم المستمر يمكن الوصول إلى مواقع قيادية.
هل تختلف أولويات المرأة داخل المجلس عن أولويات زملائها الرجال؟
هناك اختلاف طبيعي لكنه إيجابي، وتميل أولوياتي نحو المشاريع الة بجودة الحياة والخدمات اليومية.
هذا الاختلاف يثري النقاش ويقود إلى قرارات أكثر شمولاً واتزاناً.
ما أبرز إنجازاتك خلال دورتك الحالية؟
يوجد عدد من المشاريع التي أرى فيها انعكاساً لدور المرأة القيادي، من بينها تطوير البنية التحتية، وتحسين الحدائق والمرافق العامة، والاستجابة لاحتياجات الأهالي، وإطلاق مبادرات مجتمعية. إن الإنجاز الحقيقي هو عندما يرى الناس أثر العمل على أرض الواقع.
كيف توازنين بين مسؤولياتك العائلية والعمل البلدي؟
إن التنظيم والدعم الأسري عاملان أساسيان. مرونة العمل البلدي والتخطيط الجيد سهّلا عليّ التوازن بين المسؤوليات.
هل نحتاج إلى تشريعات جديدة تعزز دور المرأة في المجالس البلدية؟
إن التطوير التشريعي مطلوب دائماً، ويعزز التدريب المستمر وبيئات العمل الداعمة من حضور المرأة ويضمنان استمراريتها في مواقع صنع القرار.
كيف تغيّرت نظرة الجمهور للمرأة في العمل البلدي خلال السنوات الأخيرة؟
إن النظرة أصبحت أكثر إيجابية وثقة، فوجود المرأة في الميدان ونتائج عملها أسهما في تغيير الصورة التقليدية. اليوم، الناس يرون المرأة شريكًا فاعلًا في اتخاذ القرار.
