انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واحتلال أجزاء منها، معتبرًا هذا الملف محورًا ثابتًا في مشاورات طهران مع دول المنطقة.
وقال بقائي، خلال مؤتمره الصحفي لهذا الأسبوع اليوم، الاثنين 1 من كانون الأول، إن “المنطقة تشهد تحولات سريعة جدًا”، معتبرًا أن “أهم القضايا الإقليمية” تتمثل في استمرار ما وصفه بـ”التهديدات الصهيونية”، التي تشمل التحريض على الحروب ومحاولة إضعاف لبنان وسوريا وسائر دول الجوار.
وفي سياق تناوله تطورات الملف السوري، كشف بقائي عن أن سوريا شكّلت محورًا رئيسيًا في المحادثات التي أجراها وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية خلال زيارته إلى طهران، موضحًا أن اللقاءات التي أجراها المسؤول السعودي جرت مع الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون سوريا.
وأشار بقائي إلى أن هذه الزيارة جاءت “ردًا على زيارة سابقة” أجراها مبعوث الخارجية الإيرانية للشأن السوري إلى الرياض، وأن الحوار بين طهران والرياض حول سوريا مستمر، إلى جانب مشاورات مشابهة تجريها طهران مع دول المنطقة كافة. وأضاف: “الأمن في سوريا يهمّ المنطقة كلها”.
وحمّل بقائي إسرائيل المسؤولية عن استمرار التوتر في سوريا، مؤكدًا أن “الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية” تشكّل مصدر قلق مشترك لدول المنطقة، لافتًا إلى ما قال إنه “اتساع في نطاق تلك الاعتداءات” عبر زيارات مسؤولين إسرائيليين إلى مناطق سورية محتلة.
| الأمن في سوريا يهم المنطقة كلها.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي |
وقال إن “من بين أبرز مخاوف دول المنطقة استمرار الاعتداءات الصهيونية على سوريا وكذلك استمرار احتلال أجزاء من الأراضي السورية، وهو ما شهدناه مؤخرا يتخذ أبعادًا أوسع، مع زيارة مسؤولين صهاينة لتلك المناطق المحتلة”.
ورفض بقائي ما تردد عن وساطة سعودية بين طهران والحكومة السورية الجديدة، وأوضح أن الاتصالات بين إيران ودول المنطقة، وبينها السعودية، تهدف إلى “تحسين الأوضاع الأمنية والإقليمية وتبادل الفهم حول التحديات المقبلة”، وليس إنشاء قناة وساطة.
لا نتدخل بشؤون سوريا
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية لسوريا، مشيرًا إلى أن مطلبهم هو إنهاء احتلال إسرائيل لسوريا.
وقال عراقجي في حوار مع قناة “فرانس 24” نشرته وكالة “مهر” الإيرانية، في 26 من تشرين الثاني الماضي، “نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، أعتقد أن سوريا اليوم تواجه مشاكل كثيرة، وهذه الحالة تهدد السلام والاستقرار الإقليمي”.
وأضاف، “ما نريده هو سوريا موحدة، بحكومة واحدة ومستقرة، وإلا ستكون المنطقة كلها معرضة للخطر”، على حد تعبيره.
وزير الخارجية الإيراني، أشار إلى أن مطلب بلاده هو إنهاء احتلال سوريا من قبل إسرائيل، معتبرًا أنه بعد سقوط بشار الأسد، احتلت إسرائيل مناطق في سوريا أكبر بكثير من قطاع غزة.
وباعتقاد عراقجي، فإن الخطر الحقيقي هو إسرائيل التي جعلت المنطقة غير مستقرة بأفعالها، أما فيما يخص سوريا، فقال “نحن فقط مراقبون، ما نريده هو وحدة سوريا وسلامة أراضيها”، متمنيًا أن تصبح سوريا مرة أخرى “مركزًا للاستقرار وليس مركز أزمة”.
برود في العلاقة
الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قال في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية” الرسمية، في 12 من أيلول الماضي، خلال الحديث عن العلاقات مع إيران، “بالنسبة لإيران كان الجرح أعمق بعض الشيء، ونحن لا نقول ستكون هناك قطيعة دائمة بيننا وبين الإيرانيين”.
الشرع قال إن سقوط النظام أدى إلى إخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة، مشيرًا إلى أن سوريا دخلت في حالة من البرود في العلاقة مع إيران.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال في أيلول الماضي، إن إيران “تعتبر نفسها صديقة للشعب السوري”.
وأضاف في إحاطة صحفية، “نعتقد أن قطع العلاقات بين بلدين إسلاميين تربطهما علاقات صداقة تاريخية ليس بالضرورة أمرًا دائمًا”، حيث تؤمن إيران بأن مصير سوريا يجب أن “يُحدد بمراعاة حقوق جميع المجموعات العرقية وشرائح المجتمع”.
هل تلعب موسكو دور الوسيط بين دمشق وطهران
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
