أعلنت مديرية أوقاف حلب استئناف أعمال ترميم المسجد الأموي الكبير في المدينة، بهدف إعادة افتتاح أحد أهم معالم حلب الدينية والتاريخية.

وقالت المديرية عبر صفحتها في “فيسبوك” في 30 من تشرين الثاني، إن أعمال الترميم تنفذ تحت إشرافها المباشر.

وتشمل أعمال الترميم معالجة الأضرار التي طالت أجزاء واسعة من المسجد خلال سنوات الحرب، مع التركيز على الحفاظ على الهوية المعمارية والتراثية للموقع.

ويأتي استئناف العمل، بحسب المديرية، ضمن جهود لإعادة الدور الديني والثقافي للمسجد، ليعود إلى مكانته كأحد أبرز مراكز العلم والعبادة في المدينة.

الرواق الشرقي الأكثر تضررًا

وفيما يتعلق بالمراحل الأساسية للعمل، ذكر المكتب الإعلامي لمديرية الأوقاف، ل، أن ورشات الترميم تستكمل بناء الغرف في الرواق الشرقي.

الأعمال تشمل أيضًا الرواقين الشمالي والشرقي والحجازية، ومعالجة البلاط و”الزريقة” التقليدية.

مراحل الترميم تتضمن أيضًا استكمال المئذنة، وترميم الأجزاء المتضررة من بلاط صحن الجامع واستبدال ما لزم منها، إلى جانب تنفيذ التجهيزات الكهربائية داخل المسجد.

وعن طبيعة الأضرار التي تواجه أعمال الترميم، أشار المكتب الإعلامي إلى أن حجازية الجامع والرواق الشرقي هما الأكثر تضررًا، ويحتاجان مدة أطول نسبيًا لاستكمال الترميم بسبب حجم الدمار الذي أصابهما.

ولفت إلى معوقات تقنية مرتبطة بارتفاع المئذنة، إذ يتطلب العمل رفع مستوى الرافعة إلى ارتفاع أكبر.

ويحتاج الأمر لإجراءات فنية إضافية قد تستغرق بعض الوقت قبل استكمال الأعمال في القسم العلوي من المئذنة.

وبشأن المعايير الهندسية والترميمية المعتمدة، أوضح المكتب أن أعمال الترميم تستند إلى دراسات هندسية أعدها مكتب ممارسة المهنة في كلية الهندسة المدنية بجامعة حلب.

وهذه الدراسات مصدقة من مديرية الآثار والمتاحف، ثم مدققة من لجنة هندسية مختصة بأعمال الترميم.

وأشار إلى وجود تنسيق كامل بين مديرية الأوقاف ومديرية الآثار والمتاحف في حلب.

هناك التزام بمعايير الترميم المتبعة في المدينة القديمة وبما يتوافق مع المواثيق الدولية الخاصة بالمباني التراثية.

وعن الجهات المشاركة في الإشراف على المشروع، ذكر أنه  يجري بشكل مشترك بين مديرية أوقاف حلب، ومديرية الآثار والمتاحف، ونقابة المهندسين، وكلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب.

وحول إمكانية فتح أجزاء من المسجد خلال فترة الترميم، فلا توجد خطة لافتتاح أي قسم من المسجد في الوقت الحالي.

وجود أعمال إنشائية ومعمارية وآليات داخل المسجد يجعل من الصعب وجود المصلين أو الزوار خلال هذه المرحلة من العمل، وفقًا للمكتب الإعلامي.

على خط الجبهة

شهد الجامع الأموي الكبير في حلب أضرارًا واسعة خلال سنوات الحرب، لاسيما في عامي 2012 و2013.

وتحول إلى أحد أهم خطوط المواجهة بين قوات النظام السابق وفصائل المعارضة، مع اشتداد المعارك.

وأدى الأمر إلى تضرر أجزاء كبيرة منه، بما في ذلك انهيار المئذنة ودمار الأسواق المحيطة.

وتعرض محيط المسجد لسقوط قذائف قرب مدخل القلعة، ما تسبب بتناثر شظايا وبقايا بضائع محترقة.

وفي وقت أحيط ضريح النبي زكريا بجدران مؤقتة لحمايته وسط الاشتباكات، امتد الدمار إلى أجزاء أخرى من المدينة القديمة المحاذية للمسجد.

ومع نهاية عام 2016، تمكنت قوات النظام السابق من استعادة السيطرة على المنطقة المحيطة بالجامع، بعد سنوات من القتال.

وتركت المعارك آثارًا كبيرة على واحد من أبرز معالم حلب الدينية والتاريخية.

تاريخ الجامع

يعود بناء الجامع الأموي الكبير في حلب إلى العصر الأموي في القرن الأول الهجري (96 هـ/716 م)، بحسب ما نقلته الموسوعة التاريخية لأعلام حلب.

وتشير معظم المصادر التاريخية إلى أن الخليفة سليمان بن عبد الملك هو من أمر بتشييده، في سياق منافسة عمرانية مع ما بناه شقيقه الوليد بن عبد الملك في جامع بني أمية بدمشق.

بينما تنسب مصادر أخرى بناء الجامع إلى الخليفة الوليد نفسه.

وتعرض الجامع خلال تاريخه الطويل لدمار متكرر نتيجة الحروب والحرائق والزلازل، ما استدعى عمليات ترميم وإصلاح مستمرة عبر القرون.

وتشير دراسات تاريخية إلى أن الجامع تضرر بشكل كبير في القرن السابع الهجري (القرن الثالث عشر الميلادي) عقب الهجوم المغولي بقيادة هولاكو خان.

قبل أن يعيد المماليك بناءه بشكل شامل، ويستبدلوا سقف القبلية الخشبي بتسقيف قائم على أقبية محمولة على دعامات.

بينها جامع “العادلية”.. تركيا تعتزم ترميم آثار عثمانية بحلب

المصدر: عنب بلدي

شاركها.