استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، المبعوثين الأميركيَّين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في الكرملين بالعاصمة موسكو، لبحث خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في أوكرانيا، فيما ذكر موقع “أكسيوس” أن ويتكوف وكوشنر قد يلتقيان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في دولة أوروبية للاطلاع على نتائج مباحثاتهما مع بوتين.
وذكر الكرملين، في بيان، أن الاجتماع شهد مشاركة يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، وكيريل دميترييف الممثل الرئاسي الخاص للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي.
وجاء استقبال بوتين لويتكوف، بعد محادثات أميركية أوكرانية في ميامي، الأحد، شارك فيها ويتكوف، وجاريد كوشنر، صهر ترمب، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والذي وصف الاجتماع بـ”المثمر”.
وقبيل الاجتماع، هدد الرئيس الروسي بمنع وصول أوكرانيا إلى البحر رداً على هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على ناقلات أسطول الظل الروسي في البحر الأسود.
وقال بوتين في تصريحات أذاعها التلفزيون: “الحل الأكثر جذرية هو منع أوكرانيا من الوصول إلى البحر، وعندها ستكون القرصنة مستحيلة من حيث المبدأ”.
وأشار إلى أن موسكو “لا تريد حرباً” مع القوى الأوروبية، ولكنها مستعدة للقتال إذا أرادت أوروبا صراعاً مباشراً مع بلاده.
واتهم بوتين القوى الأوروبية بعرقلة محاولات ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال طرح مقترحات تدرك هذه القوى أنها “غير مقبولة على الإطلاق” بالنسبة لموسكو، حتى يتسنى لها اتهام روسيا بعدم الرغبة في إرساء السلام.
ويرى الرئيس الروسي أن القوى الأوروبية أبعدت نفسها عن المشاركة في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، وذلك لأنها قطعت الاتصالات مع روسيا، لافتاً في إشارة إلى القوى الأوروبية إلى أنهم “يقفون إلى جانب الحرب”.
“خطوة مهمة نحو الحل السلمي”
من جهته، ذكر الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن لقاء الكرملين “خطوة مهمة نحو الحل السلمي للصراع الأوكراني”، منتقداً عدم وجود حوار مع الجانب الأوروبي بشأن تسوية الصراع.
وأعرب بيسكوف، عن تقدير روسيا العميق لجهود إدارة ترمب لحل النزاع في أوكرانيا، مبدياً انفتاح روسيا لتسوية النزاع من خلال محادثات السلام، ولكن “ليس على حساب المصالح الروسية، وتحقيق الأهداف المحددة في إطار عمليتها العسكرية”.
وشدد بيسكوف على معارضة بلاده لـ”رغبة كييف بنشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على أراضيها، لأن ذلك من شأنه أن يشكل خطراً على روسيا”، مشدداً على أهمية ضمان نظام أمني أوروبي شامل.
وأوضح الناطق باسم الكرملين أنه ليس لدى روسيا “حوار مع أوروبا”، وقال إن “الاتفاق بشأن أوكرانيا يجب أن يقضي على الأسباب الجذرية للصراع، إذ أن البحث عن حل سلمي في أوكرانيا قضية معقدة للغاية”.
بدوره، وصف مبعوث بوتين الخاص لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، كيريل دميترييف، الاجتماع بأنه “يوم مهم من أجل السلام”، مضيفاً في منشور على منصة “إكس”، أن “الفريق الذي أنجز اتفاق ترمب للسلام في غزة، سيكون في موسكو لدفع أجندة ترمب للسلام في أوكرانيا”.
محادثات ميامي
وفي المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن مفاوضين أميركيين وأوكرانيين “نقحوا” إطار عمل لاتفاق سلام تمت صياغته في جنيف، وذلك خلال محادثات في ميامي في الأيام الماضية.
وكتب زيلينسكي على منصة “إكس”، أن أوكرانيا تتعامل مع المسار الدبلوماسي “بأقصى قدر من الجدية”، وتريد إشراك مزيد من حلفائها الأجانب في العملية.
من جهته، أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي نقلاً عن مصادر، الثلاثاء، بأن ويتكوف وكوشنر قد يلتقيان زيلينسكي في دولة أوروبية، مشيرةً إلى أن الهدف هو إطلاعه على نتائج مباحثاتهما مع بوتين في العاصمة موسكو.
وأوضح “أكسيوس” أن هذا الاجتماع في موسكو يأتي بعد أسبوعين من الدبلوماسية المكثفة حول خطة ترمب، شملت جولتين من المفاوضات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وهذا هو الاجتماع السادس لويتكوف مع بوتين في روسيا، ولكنه أول لقاء مباشر بين بوتين وفريق ترمب منذ قمة ولاية ألاسكا في أغسطس الماضي، كما أنها المرة الأولى التي ينضم فيها كوشنر إلى المحادثات مع بوتين.
قلق أوروبي
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، قد أعربت عن قلقها من أن تؤدي المحادثات الأميركية الروسية إلى ضغوط على أوكرانيا لتقديم المزيد من التنازلات، بما فيها التخلي عن أراض.
وقالت كالاس من بروكسل، الاثنين: “أخشى أن يكون الضغط موجهاً بالكامل نحو الضحية” في إشارة إلى كييف، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
وبعد ظهور الخطة الأميركية في نهاية الشهر الماضي، سارعت القوى الأوروبية إلى دعم أوكرانيا خوفاً من “اتفاق سلام يكون في صالح روسيا”.
وأكد بوتين مراراً أنه مستعد للتفاوض حول السلام، لكنه حذّر من أنه إذا رفضت أوكرانيا الاتفاق، فستتقدم القوات الروسية أكثر، وتستولي على مزيد من الأراضي الأوكرانية.
وقدمت القوى الأوروبية بعد ذلك مقترحها المضاد للسلام، وخلال محادثات في جنيف، الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إنهما توصلتا إلى “إطار سلام محدّث ومحسن” لإنهاء الحرب. ولكن روسيا لا تزال تتمسك بمطالبها في أوكرانيا.
