اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إسرائيل للانسحاب من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وتم اعتماد القرار المعنون بـ”الجولان السوري” بأغلبية 123 صوتًا، مقابل سبعة أصوات معارضة، وامتناع 41 عن التصويت.
وانضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل في معارضة القرار، الذي اعتُمد في جلسة الجمعية العامة لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط بما فيها الملفان الفلسطيني والسوري فجر اليوم، الأربعاء 3 من كانون الأول.
ويطالب القرار إسرائيل بالانسحاب من كامل أراضي الجولان السوري المحتل إلى خط 4 من حزيران 1967، ويؤكد على مبدأ عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة وعدم مشروعية بناء المستوطنات والأنشطة الإسرائيلية الأخرى في الجولان السوري المحتل، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته عبر معرفاتها الرسمية.
ويعلن القرار أن إسرائيل لم تمتثل حتى الآن لقرار مجلس الأمن “497”، كما يؤكد أن استمرار احتلال الجولان السوري وضمه بحكم الأمر الواقع، يشكلان حجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إن ازدياد عدد الدول التي صوتت لمصلحة القرار من 97 في العام الماضي، إلى 123 في العام الحالي، “يظهر حجم الدعم لسوريا الجديدة وموقفها الوطني والمبدئي المتمسك بالجولان السوري المحتل، ويعكس الجهود الدبلوماسية الحثيثة”.
وبحسب الوزارة، فإن انخراط سوريا في محادثات حول الأمور التقنية التي قد تمس أمنها وأمن المنطقة واستقرارها، لا يعني تنازلها عن أن الجولان أرض سورية.
وأعربت عن شكرها للدول التي تبنت وصوتت لمصلحة قرار “الجولان السوري”، وخاصة تلك الدول التي غيرت تصويتها عن السنوات الماضية.
وأشادت بدور مصر لتقديمها مشروع القرار، وثمنت الموقف الثابت للدول التي استمرت في التصويت لمصلحة القرار على غرار الأعوام السابقة.
سوريا لا تتخلى عن الجولان
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، قال إن الجمعية العامة في الأمم المتحدة شهدت حدثًا مهمًا حول التصويت على مشروع القرار المتعلق بالجولان السوري المحتل، إذ أيد القرار لأول مرة 123 دولة.
يظهر هذا التصويت وهذا القرار الأممي أن سوريا مع كل التحديات لا تتخلى عن حقها في الجولان، وقد أثبتت ذلك من خلال قوتها الدبلوماسية الجديدة وانخراطها الفاعل مع المجتمع الدولي،مما أدى إلى تغيير موقف أكثر من 26 دولة مقارنة بالعام الماضي لصالح القرار، بحسب ما قاله علبي في حوار مع “الإخبارية” السورية.
وأشاد علبي بدور دولة مصر، التي دأبت على تقديم هذا القرار لسنوات، وأبدى تقديره لجميع الدول التي صوتت لمصلحة القرار عبر الأعوام، والدول التي أيدته هذا العام، تأكيدًا لالتزامها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورفضها للاحتلال ودعمها لسوريا و لشعبها، وفق تعبيره.
إسرائيل تدين القرار
أدان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، القرار، متهمًا الجمعية بـ”الانفصال عن الواقع”، ووصف الأراضي السورية المحتلة بأنها “خط دفاع حيوي” لبلاده.
وكتب دانون على حسابه على منصة “إكس“، “لن تعود إسرائيل إلى حدود عام 1967، ولن تتخلى عن الجولان، لا الآن، ولا في أي وقت”.
“الجولان أرض سورية”
قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 15 من تشرين الأول الماضي، إن الجولان أرض سورية، وسوريا تحاول أن تعيدها من خلال المفاوضات واتفاقيات السلام، أو أي شيء يضمن حق سوريا في هذه الأرض التي لا يزال المجتمع الدولي يعترف بها كأرض سورية.
واشترطت إسرائيل الاحتفاظ بهضبة الجولان المحتلة منذ 1967 لتطبيع العلاقات مع سوريا، في ظل حديث مستمر عن دخول مرتقب لسوريا في “الاتفاقات الإبراهيمية” التي تسعى لإقامة علاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تعتزم البقاء في الأراضي السورية والاحتفاظ بمرتفعات الجولان، كشرط أساسي ضمن ما يُعرف بـ”خطة التطبيع مع سوريا”.
وأوضح ساعر، خلال حوار مع قناة “آي نيوز 24” الإسرائيلية، في 27 من حزيران الماضي، أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان يعد شرطًا لاتفاق مستقبلي مع الجولاني (الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع).
“إذا أُتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، مع بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، فهذا، في رأيي، أمر إيجابي لمستقبل الإسرائيليين”، أضاف ساعر.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
