أفاد باحثون هولنديون في وقت سابق من هذا الشهر أن الفول السوداني ليس مجرد وجبة خفيفة سهلة في مباراة كرة قدم أو رحلة برية، بل يُمكنه أيضًا تحسين وظائف الدماغ والذاكرة.
ووجد العلماء أن تناول حوالي 60 حبة فول سوداني غير مملحة ومحمصة بقشرها يوميًا على مدار أربعة أشهر يُعزز تدفق الدم إلى الفصين الأمامي والصدغي من الدماغ المعروف باسم “تدفق الدم الدماغي الشامل” ويُعزز القدرة على تذكر المعلومات المنطوقة أو المكتوبة، وفقًا لأطباء في المركز الطبي بجامعة ماستريخت.
وارتفع تدفق الدم إلى الدماغ بنسبة 3.6%، وتحسنت الذاكرة بنسبة 5.8%. كما وجد الباحثون انخفاضًا في ضغط الدم لدى 31 من كبار السن الأصحاء.
وقد تكون لهذه النتائج آثارٌ على الأشخاص الذين يسعون إلى تقليل خطر الإصابة بالخرف، الذي يزداد مع التقدم في السن وتدهور وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ.
تعليقات حول الدراسة
أوضح الدكتور بيتر جوريس، الأستاذ المشارك في قسم التغذية وعلوم الحركة بالجامعة، في بيان: “يُعد تدفق الدم الدماغي مؤشرًا فسيولوجيًا مهمًا لوظيفة الأوعية الدموية في الدماغ، ويشير إلى كمية الدم التي تتدفق عبر الدماغ، ناقلةً الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحة الدماغ”.
وأضاف “وجدنا أن تناول الفول السوداني غير المملح والمحمص بقشره على المدى الطويل يُحسّن من تدفق الدم الإجمالي، مما يشير إلى تحسن عام في وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ”.
تفاصيل الاختبارات
وأُجريت الاختبارات على أفراد تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا، والذين تم اختيارهم من خلال الإعلانات، وزاروا الجامعة لسحب عينة دم منهم وقياس ضغط الدم والوزن في بداية الدراسة ومنتصفها ونهايتها.
لم يُسمح للمشاركين بتناول أنواع أخرى من المكسرات أو المنتجات التي تحتوي عليها. كما طُلب منهم الامتناع عن ممارسة الرياضة لمدة 48 ساعة قبل كل زيارة، ثم تم تحليل أدائهم الإدراكي باستخدام اختبار حاسوبي يُعرف باسم “بطارية كامبريدج الآلية لاختبارات علم النفس العصبي”، كما استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة آثار تناول الفول السوداني على صحة الدماغ.
في حين أن هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها الباحثون أن تناول الفول السوداني يُحسّن وظائف الأوعية الدموية في الدماغ لدى كبار السن الأصحاء، فقد وجد بحث الفريق عام 2021 أن تناول كمية مماثلة من مكسرات الصويا على مدى 16 أسبوعًا زاد من تدفق الدم إلى الدماغ أيضًا.
الدليل العلمي
يعتقد جوريس وفريقه أن الدليل يكمن في المحتوى الغذائي للفول السوداني مقارنةً بفول الصويا والمكسرات، كما يمكن ربط جزء من الفائدة بحمض أميني وهو اللبنة الأساسية للبروتينات يُعرف باسم إلأرجينين.
وعلى الرغم من أنهم أشاروا إلى “نقص” الأدلة التي تربط حمض إلأرجينين الأميني في الطعام بتدفق الدم الدماغي، إلا أنهم قالوا إن الحقن الوريدي بهذا الحمض الأميني قد ثبت أنه يزيد من تدفق الدم الدماغي الإجمالي بنسبة 9.5%.
كما أن الأحماض الدهنية غير المشبعة، والألياف، والمواد الكيميائية النباتية، ومضادات الأكسدة المُخفِّفة للالتهابات الموجودة في الفول السوداني قد تُحسِّن تدفق الدم إلى الدماغ، بما في ذلك مضاد الأكسدة ريسفيراترول. وقد وُجِد أن ريسفيراترول، الموجود في قشر العنب والتوت الأزرق، يُحسِّن تدفق الدم في القشرة الجبهية للدماغ أثناء المهام المعرفية لدى الشباب الأصحاء.
