وجّه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس 4 من كانون الأول، بإجراء تحقيق عاجل وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين، عقب الخطأ الذي ورد في قرار “لجنة تجميد أموال الإرهابيين” بشأن تصنيف “حزب الله” اللبناني “كيانًا إرهابيًا”.
القرار، الذي استند إلى مخاطبات سابقة من مكتب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وقرارات قانونية نافذة، تضمّن قوائم لأشخاص وكيانات ماليزية مطلوب تجميد أموالها استنادًا إلى طلب من الحكومة الماليزية ووفق القرار الأممي “1373” لعام 2001.
وأصدرت “لجنة تجميد أموال الإرهابيين” في البنك المركزي العراقي اليوم، الخميس 4 من كانون الأول، بيانًا نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) أوضحت فيه أن موافقة الجانب العراقي على الطلب الماليزي اقتصرت حصرًا على إدراج الكيانات والأفراد المرتبطين فعليًا بـ”التنظيمين الإرهابيين”، وأن إدراج كيانات أخرى كان نتيجة نشر القائمة قبل إتمام عمليات التدقيق والتنقيح.
القائمة التي نشرت في الجريدة العراقية الرسمية لوزارة العدل، في 17 من تشرين الثاني الماضي، تضمّنت أحزابًا وكيانات لا علاقة لها بأي نشاط مرتبط بتنظيمي “الدولة” أو “القاعدة”، منها “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” الحوثي.
وأكدت اللجنة أن الجريدة الرسمية ستنشر تصحيحًا رسميًا يُزيل تلك الكيانات والأحزاب من القائمة، علمًا أن العدد الذي نشرت فيها الكيانات غير الماليزية لا يزال موجودًا على موقع الجريدة.
وشددت الحكومة العراقية في بيانها على أن الخطأ الفني لا يمسّ الموقف السياسي لبغداد، مؤكدة أن مواقفها من قضايا فلسطين ولبنان “مبدئية وغير خاضعة للمزايدات”، وتعكس إرادة الشعب العراقي الرافض للاحتلال والاعتداءات والانتهاكات ضد الشعوب.
وأضافت الحكومة أن “لا أحد من المتصيدين يمكنه المزايدة على مواقف العراق التاريخية”، مشددة على التزامها الدائم بحق الشعوب في التحرر والعيش الكريم، وعلى دعمها لضحايا العدوان وسياسات التهجير والإبادة التي “صمت عنها المجتمع الدولي”.
وبحسب قناة “العربية” السعودية، أبدى “حزب الله” في لبنان استياءه من الضجة التي أثيرت بالعراق حيال تصنيفه على لائحة الإرهاب.
وأضافت المصادر للقناة اليوم، أن قياديًا من الحزب أجرى اتصالات مع بغداد لتوضيح حقيقة الخطأ، وأن الحزب طالب السلطات العراقية بمحاسبة المسؤولين.
ضغط على العراق
تتعرض الحكومة العراقية لضغوطات أمريكية لنزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
ويأتي هذا “الخطأ” بخصوص “حزب الله” و”أنصار الله” بعد يوم واحد من دعوة مايكل ريغاس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، من وصفهم بـ”الشركاء العراقيين” إلى “تقويض الميليشيات الإيرانية ومنعها من تهديد العراقيين والأمريكيين”.
وكان ريغاس قال بمناسبة افتتاح بلاده قنصلية كبيرة في إقليم كردستان، الأربعاء 3 من كانون الأول، إن واشنطن “تدعو الشركاء العراقيين للعمل معًا لمنع الميليشيات الإيرانية من تقويض الاستقرار وانتهاك السيادة”.
كما جددت سفارة واشنطن في بغداد التذكير بموقف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بـ”ضرورة تفكيك الميليشيات التي تهدد الأميركيين والعراقيين”.
وفي 21 من تشرين الأول الماضي، طلب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الإسراع في ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وأشار روبيو إلى أن “الميليشيات” المدعومة من إيران في العراق تهدد حياة وأعمال الأمريكيين والعراقيين على حد سواء، و”تنهب الموارد العراقية لمصلحة طهران”.
وكان رئيس الوزراء العراقي وضع الفصائل المسلحة أمام خيارين: “الاندماج في الأجهزة الأمنية أو التحول إلى العمل السياسي”، في محاولة لتنظيم وضعها داخل الدولة.
أمريكا تحذر العراق من تدخل فصائله بعملياتها في سوريا
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
