أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، بدء أعمال تصنيع أول غواصة محلية الصنع (ميلدن)، وتنفيذ أول عملية بيع سفينة حربية إلى عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عبر اتفاق مع رومانيا.
وقالت تركيا، العضو في الحلف العسكري، الأسبوع الماضي، إن المتعاقدين بدأوا تصنيع المدمرة البحرية للدفاع الجوي محلية الصنع TF2000، والتي تشكل جزءاً من منظومة “القبة الفولاذية” للدفاع الجوي المخطط لها.
وتشمل “القبة الفولاذية” – وفق مسؤولين أتراك – أنظمة دفاع جوي وفضائي، وأنظمة مضادة للدبابات، وغيرها من الأنظمة الاستراتيجية.
ويتألف المشروع من 47 مكوّناً، تشمل رادارات، وصواريخ، ومستشعرات كهروبصرية، ومراكز قيادة وسيطرة، وعناصر للدفاع الجوي بمديات مختلفة.
الصناعات الدفاعية التركية
وعززت أنقرة إنتاج الصناعات الدفاعية، وخفضت الاعتماد على المزودين الأجانب.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في إفادة أسبوعية، إن إدارة المصانع العسكرية، وأحواض بناء السفن (أسفات)، التي تعمل تحت إشراف الوزارة أبرمت صفقة مع وزارة الدفاع الرومانية، لتصدير سفينة حربية في أول عملية بيع من نوعها تجريها لتركيا مع عضو في “الناتو”.
وأضافت: “بعد بناء الكتلة الأولى من المدمرة البحرية للدفاع الجوي TF2000 في قيادة ترسانة إسطنبول البحرية، بدأ بناء أول كتلة اختبارية لغواصتنا الوطنية (ميلدن) في قيادة ترسانة قولجوك البحرية”.
“محطة فارقة”
خلال الأشهر الماضية، أعلنت تركيا إحراز تقدم في تعزيز دفاعاتها، معتمدة على صناعات عسكرية محلية.
ونفذت البحرية التركية، في أغسطس، تجربة إطلاق ناجحة لصاروخ الدفاع الجوي (Hisar-D RF) المطوَّر محلياً، والذي أُطلق من نظام الإطلاق العمودي “ميدلاس” (MIDLAS) على متن الفرقاطة TCG Istanbul.
ومثلت هذه التجربة، التي أجريت في البحر الأسود قرب سواحل مدينة سينوب، “محطة فارقة” في جهود تركيا لبناء قدرة دفاع جوي بحري ذات سيادة كاملة، بحسب موقع Army Recognition.
وقالت شركة “أسيلسان” (ASELSAN) إن الصاروخ نجح في تدمير طائرة مسيّرة في ظروف قتالية حقيقية، ما يُظهر النضج التشغيلي للنظام، وبدأت تركيا تطوير النسخة البحرية من صاروخ HiSAR-D بتجارب برية عام 2022، أعقبتها أول عملية إطلاق من الفرقاطة TCG Istanbul في مارس 2024.
ومثَّلت تجربة أغسطس 2025 أول اعتراض ناجح لهدف جوي حي، ما يُبرز التقدم السريع في قدرات الدفاع الصاروخي البحري التركي.
وجاء تطوير هذا البرنامج، بعدما حظرت الولايات المتحدة توريد نظام الإطلاق العمودي (Mk 41)، ما دفع تركيا إلى تسريع جهودها لتطوير نظام MIDLAS المحلي وتكييفه مع فرقاطات فئة İstif.
صناعة المسيرات في تركيا
تركيا أحد أبرز الدول المصنعة، والمصدّرة للطائرات المسيّرة المسلحة، والتي استُخدمت في صراعات في أوكرانيا، وسوريا، وناجورنو قره باغ، وفي أنحاء إفريقيا.
ومنذ فترة طويلة، قالت تركيا إنها تعمل على تعزيز دفاعاتها، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى، رغم أن مسؤولين ومحللين يشيرون إلى أن مشروع القبة الفولاذية لا يزال يحتاج لسنوات.
